كتبت :سارة مهران
دور الضحية،حاجة زي كل حاجة فى الدنيا فيها درجات متفاوتة،فيّ أشخاص بيبقوا شايفين الأحداث الكونية_برمتِها_ ما هي إلا مؤامرات مُحاكة ضدهم متناسين حقيقة إن هما أقل من كدا بكتير،
وفيّ أشخاص بيبقوا عايشين الدور دا بشكل أقل حدة،بيبقوا حاسين دايما إنهم مظلومين،إن الدنيا جاية عليهم،إنهم عمرهم ما شافوا يوم حلو ف حياتهم،أصحاب الأعذار اللى مبتخلصش،اللى لو فكرت مثلاً تعاتبهم يحسسوك بالذنب،واللى لو طالبتهم بحلّ بعض مشاكل حياتهم يحسسوك قد ايه إنت حد عديم الإحساس ومش حاسس بالمعاناة اللى هما عايشين فيها.
طبعا كلامي عام تندرج تحته استثناءات كتيرة،غير إني شايفة إن كلنا بنعيش الدور دا فى لحظات،لحظات بنبقى فعلاً أضعف من الظروف وأضعف من أطراف تانية ليها السيطرة ،
المشكلة بتبقي فى الأشخاص اللى عايشين حياتهم كلها بالفكر دا.
عامة مش دا اللى أنا عايزة أتكلم فيه،
أنا عايزة أتكلم عن بعض المواقف أو المشاكل اللى مبيبقاش فيها ضحية.
بشكل عام المواقف_الإنسانية مثلاً_بيبقى فيها ظالم ومظلوم،
جاني وضحية.
لكن دا مش دايماً،فيّ مواقف لو قعدت تتأملها كويس هتحس إن الطرفين مظلومين أو الطرفين ظالمين،
هتحس إنك مش قادر تطلع ظالم ومظلوم خالص.
علي سبيل المثال،اتنين صحاب جداً بعدوا عن بعض فى فترة ما،ولما رجعوا يتكلموا تاني حد منهم عاتب التاني إنه سابه فى الفترة اللى كانت من أصعب فترات حياته فاكتشف إن الطرف التاني كان بردوا بيمرّ بظروف صعبة وكان محتاجله،
ها،مين الضحية ؟!.
لو أنت كنت طرف ممكن تفضل شايف نفسك بردوا الضحية بس إن جينا للإنصاف_مع الوضع فى الاعتبار إن الإنصاف نسبي_فمفيش ضحية،
إنتوا الاتنين كنتوا تعبانين،إنتوا الاتنين كنتوا محتاجين لبعض،وإنتوا الاتنين قصرتوا.
ممكن فعلاً يكون فيّ طرف يكون قصّر أكتر من الطرف التاني بس دا بردوا ميخلناش نوصفه بإنه جاني،لإنه بشكل ما كان بردوا ضحية.
حاول تبقى مرن،حتي لو إنت من النوع اللى بيعيش دور الضحية_وإن لم تُصرّح ب دا علناً_فحاول تفهم الفكرة دي،
اتعوّد إن مش كل مشكلة تُلقي باللوم على شخص،
ولو حتي كان الشخص دا شخصك إنت.
أحياناً بيبقى الموضوع أكبر مني ومنك،
أكبر من الأشخاص عامة،
وعلى ذلك بيبقى مفيش جاني،
ومفيش ضحية.
ساحة النقاش