كتبت / إيناس محمود
لاتوجد نخبة ثورية فى مصر ، فالثورة لم تنتج نخبتها الثورية التى تستطيع أن يكون لها قدرة وتأثير ووصاية على الحيز السياسى والإجتماعى . النخبة الموجودة التى تمتع بقوة ونفوذ واسع على الحيز السياسى والإجتماعى هى النخبة المركزية التى تتكون من كبار رجال الدولة فى أجهزتها التنفيذية والتشريعية والقضائية ، تفتقد تلك النخبة المركزية للرؤية ووجود المشروع وتتصف بأنها نخبة فاسدة وتحمل على كاهلها ميراث الإستبداد وفشل الدولة ومشروعاتها التنموية عبر عقود .
النخبة السياسية سواء قادة المعارضة أو الأحزاب المنوط بها القيادة والتنظيم السياسى تتلون طبقاً للموجات المتعاقبة ، فهى نخبة مشوهة ترفع الشعارات وتضمر لها العداء ونجد فى خطابها خداع وزيف وعدم التحديد فلاوجه سياسية محددة لها فلاهى مع أو ضد بشكل صريح وواضح ، فبعضهم يتقن الخطاب العنترى والبعض الأخر يتقن الإنتهازية . من أهم صفات النخبة السياسية فى مصر سواء قبل الثورة أو بعدها أنها نخبة مبتورة لاجذو لها ولاتعكس آلام ولاطموحات المجتمع ولاتقدم رؤية ، نخبة تبريرية تبرر أى شىء لأى هدف .
نخبة رجال الأعمال هى نتاج والمولود البكر للفساد الذى نخر فى جسد الدولة والمجتمع لعقود طويلة ، لاتملك قيم ولامعانى الإنتاج لأنها وليدة السرقات ، تعاملت مع الثورة بمنطق الرشوة كما عهدت ذلك من قبل ونلاحظ ذلك من التزايد الملحوظ لسعى رجال الأعمال فى مصر للسيطرة على الإعلام وتوظيف قطاع من الصحفين والكتاب والمثقفين لصالحهم . عمد رجال الأعمال لتشكيل واجهة ثورية من شباب وشخصيات كانت لها حضور فى ميدان التحرير وبدأت أقاويل حكايتهم وعلاقاتهم برجال أعمال تزداد بل دخل بعض هؤلاء الشباب مجال الميديا وهم لاخبرة ولاشأن لهم بالعمل الإعلامى لنجدهم أمام الشاشات مقدمى برامج تلفزيونية وبعضهم حصل على كارنية نقابة الصحفين وهو لم يمارس العمل الإعلامى والصحفى من قبل ، بل تحدث أحدهم فى إحدى اللقاءات التلفزيونية أنه عُرض عليه مبلغ وقدره من رجل أعمال كهدية ولكنه رفض ويقول بأن غيرى قبل ذلك !!
النخبة الدينية أو رجال الدين الذين يستحقون القيادة لم نكن نعرفهم إلا حين سمعنا خبر إستشهادهم ، عن الشيخ عماد عفت أتحدث ، شيخ أزهرنا لمفتينا حدث ولاحرج .
نظريات النخبة تقول بأن النخب هم قادة الرأى العام والمؤثرين فيه ويشكلون إتجاهات المجتمع ، فهم عقل المجتمع التى تتولى تشكيله وفق مشروعها وإن لم يكن لديها هذا المشروع فالمجتمع يفقد بوصلته . هذا الكلام غير صحيح تماماً فى الحالة المصرية لأنه لانخب لديها عقل أصلاً ولكن مشروع الدولة والمجتمع تجسد فى ثورة قادها الشباب وليس النخب .
النخبه بداية من أصحاب النفوذ الفعلى والقوة سواء داخل أجهزة الدولة أو نخب سياسية أو دينية أو إجتماعية أو ثقافية كالجسد الميت لايوجد أى تجديد أو حراك فى بنيتها وهى مايُعرف بدوران النخبة حيث يرتقى الأفراد بموجبه من القاعدة إلى القمة بتحول فى أنماط إنتاج النخب وجذورها الإجتماعية وتحول الأفراد ومواقعهم فى السلم الإجتماعى ، فالتغير الذى يطرأ على بنية المجتمع يؤثر على تداول النخب فظهور قوى إجتماعية جديدة يرافقه عادة تجدد على مستوى النخب .
النخبة فى مصر لم تكن ثورية ولكن صاحبة معارك كلامية لاأول لها ولا أخر .لم نجد أى أطروحات جديرة بالدراسة أو خلاقة من تلك النخب فى إطار كل الأزمات التى نمر بها بعد الثورة . عندما إستفحلت الأزمة مع جماعة الإخوان المسلمين فى حكم محمد مسى لجأت النخبة للجيش ! وعندما إستفحل الجيش فى سياساته وإدارته إستبداداً أصبحت النخبه كالعارية ولاتجد ماتستر بها عورتها لأنها غير قادرة على الفعل أو الحركة ، هى عاجزة عن أداء دور تنويرى فعال أو قيادة المجتمع بل لا تفهم أبجديات الواقع ولا رموزه .
النخبة محشورة فى العاصمة أولاً
وفى إستديوهات الفضائيات ثانياً
وفى العالم الإفتراضى ثالثاً
ثم نسأل فى براءة كيف يكون يسخر من الثورة توفيق عكاشة بكل مايحمله من بلاهه .
ساحة النقاش