كتب_عادل نبهان

كانت مطلع أغنية عبد الحليم حافظ "كنا هنبني وأدي احنا بنينا"، عقب بناء السد العالى فيها نوع من الشموخ والفرح بالإرادة التى تحققت ببناء السد العالى وتحدى العالم الغربى فى ذلك الموقف، وكانت تلك الهمة الشديدة والتوحد الشامل خلف ذلك المشروع "الذى أنقذ مصر من أخطار الفيضان" لاتقارن بشئ آخر، فقد كان هناك مشروع وله هدف واضح وخطة مرحلية لتحقيق أهدافه بالإضافة إلى حشد شعبى من أجل تحقيق هذا المشروع.

هكذا هو الحال فى حالة سد النهضة الاثيوبى، فى دولة عانت ومازالت تعانى من مشاكل فى الفقر فى الغذاء والتنمية على مستوى الدولة ككل جاء رئيس وزرائها الراحل " المستبد " ليضع مشروعاً تنموياً حقيقياً أمام شعبه وحشد ما حشد من أجله وأضحى مشروع الحياة بالنسبة للشعب الاثيوبى وأملهم فى التنمية ، وقد تكون هناك الكثير من الأغانى على نمط النيل نجاشى للراحل محمد عبد الوهاب من أجل حث الهمم نحو دعم ذلك المشروع الكبير.

مشروع سد النهضة بالنسبة للجانب الاثيوبى هو بالفعل مشروع الحياة ، يتهافت الاثيوبيين فى كل مكان للتبرع لانشاء السد المقدر تكلفتة بناءه ب 4.8 مليار دولار بالاضافة لسعى الحكومة الاثيوبية للحصول على التمويل من الكثير من الدول والمنظمات ، صور المشروع فى مطار أديس أبابا وعلى الجدران تجعلك تشعر أن عقب انشاء هذا السد ستدخل اثيوبيا فى حقبة تاريخية مختلفة عما سبق وقد يكون ذلك حقيقياً بالفعل ، وقد عملت الحكومة الاثيوبية على تسخير كافة جهودها نحو بناء هذا المشروع وفى خلافاتها مع مصر والسودان من قبل أيضاً للاقناع بأهمية وضرورة وأحقيتها فى بناء السد.

وكان ماقد كان من أحداث تواترت على طريقة تعاملنا مع قضية السد بصفة خاصة والتعامل مع النهر بصفة عامة ، فعلى الصعيد الداخلى مازالت عملية سوء استخدام المياة كما هى ولم تلتفت أياً من الحكومات المتلاحقة على الداخل المصرى لمدى خطورة تلك النقطة على درجة العجز المائى الذى نعيشه الآن واكتفت فقط بالتنبيه على المشكلة من إطارها الخارجى.

وعلى الصعيد الخارجى اقتصر الأمر على التنبيه فعقب وضع حجر الأساس للسد فى يناير 2011 لم نجد الهمة والضجيج الإعلامى حول قضية سد مثلما حدث عقب تحويل مجرى النهر كإجراء من عمليات بناء السد ، ولم نسمع من الحكومة المصرية مايفيد بالجديد حول الحلول لتلك القضية غير أن اثيوبيا صاحبة المبادءة حول المشروع هى التى دعت لتشكيل اللجنة الثلاثية لتقييم آثار السد وكنا مجرد رد فعل ، وعقب تقرير اللجنة الثلاثية وفى وسط الضجيج خلال فترة محمد مرسى كان التعامل أشد سخفاً مع الموضوع وكذلك مع الحكومة الحالية.

ومع التصريحات الأخيرة والاجتماع الاخير للجنة الثلاثية والاول منذ أكثر من ثلاثة أشهر على تقرير اللجنة السابقة ، نجد أن الأزمة مازالت لم تجد طريقها للحل فالوضع كما هو واثيوبيا مستمرة فى بناء السد العظيم وفقط تكتفى بالتعهد الشفوى حول عدم الإضرار بحصصنا المائية

أما الحكومة المصرية التى قررت فجأة المشاركة فى بناء السد " وهو ماكان مرجواً منذ البداية " ولكن هذا القرار لم يشتمل أى خطوة لتوضيح كيفية ونوعية تلك المشاركة مما يدفع بالقول أن الهدف والطريق نحو المشاركة غير واضحيين

وجاءت نتيجة مفاوضات الخرطوم التى عقدت الأسبوع الماضى بالفشل نتيجة عدم تقديم الوفد المصرى أي جديد يذكر فى تلك المفاوضات ، بل حرص الجانب الاثيوبى على توضيح موقفه للرأى العام السودانى من إعلام وأحزاب سلطة ومعارضة وغيره.

 

وفى التعامل مع الأزمة نجد أن العقلية المصرية المتحكمة منذ قرون مازالت تسيطر على إدارة المشهد ذاته ، فعدم إدراك مدى أهمية ذلك السد للاثيوبين واضح تماماً فى تعاملات الجانب المصرى فى التشدد وعدم الوضوح فى الرؤية والاقتصار فقط على الرؤية الأمنية المسيطرة على العقلية المصرية فى مواجهة كافة أزماتها وللحديث بقية.

shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 719 مشاهدة
نشرت فى 12 نوفمبر 2013 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,480,303

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟