كتبت_ إيمان زهران

أتعلم .. تلك الحالة التى تتوقف عندها بذهول اللامنطق ؛ تسعى لمعرفة شعورك الداخلى ؛ لا شئ يؤثر فيك ولا شئ تتأثر به ؛ تسعى لليقين دون بلوغ حد الكمال , اعلم فى تلك الحالة ان عقلك فى حالة تشتت وروحك فى حالة استنساخ تتمنى ولا تتمنى ؛ تسعى وتضع العراقيل ؛ تفكر وتنهار دون خطوة ايجابية.

نعم ارواحنا دائما ما تسعى الى الكمال وتجبر العقل على التحيز لمختارات القلب بتبريرات منطقية .كأن يسعى الانسان للارتقاء المهنى او العلمى او الاجتماعى او العاطفى . وليس من قبيل المبالغة ان اقول "ارتقاء عاطفى" فهناك من هم ادنى من الإنسانية من يسعون للعاطفة بدافع العقل وحسابات الارواح .

الانسان دائما منهك التفكير وكأنه فى مواسم متتالية للكمال وموعد متجدد مع محاكاة الذات . الذات هى الصديق الوفى لأى انسان ؛ فقد يستمع لهذا وذاك لكن ما يتخذة من خطوات تكون بملئ ارادة الذات ومباركة روحانية عقلة .لكن تكمن الصعوبة فى مدى تفهم الذات للمتطلبات الانسانية والتوافق المجتمعى حولها .

نقد الذات لا يعنى على الإطلاق جلد الذات ؛ ولكن بطريقة ما يسعى للمصالحة واعادة التقييم لما سبق واستشراف لكل ما سوف يحدث وهو ما يتطلب العديد من المهارات الخاصة اولها ما يتسم بالشفافية وحسن التعاطى مع الحدث بمصداقية .

هل نقول حقا "مصداقية" ؟!... نعم تلك إشكالية اخرى وهى نقل الخبرة والحدث بمصداقية فكثير منا – ليس عيبا كبيرا- ان ينحاز لنفسة بالتبريرات المختلفة دون ادنى مصداقية كأن يقول " انا عصبى وعلى الجميع ان يتحملنى " هذه مشكلة ذاتية لاتعنى الاخرين فى شئ ؛ خطأك الذاتى تحملة بمصداقية .

اتعلم يا عزيزى ان "الذات الإنسانية " هى جوهرة مصقولة من مشاعر واحاسيس وحكمة الهية اوجدت فى انسان قد يحسن استخدامها وقد يسئ بإشارات عقلية وبدوافع وانفعالات قد يتحكم فيها لو اراد ذلك دون الخضوع لها .

الذات الانسانية ليست فقد كلمة مجردة تحتوى على اسقاطات فلسفية لمن اراد ؛ ولكن علم سعى العديد من العلماء لتنظيرة ومن أشهرهم ابراهام ماسلو واسهاماته فيما يعرف بـ " هرم ماسلو للاحتياجات الانسانية " ونشرت بعنوان " نظرية الدوافع الإنسانية A Theory of Human Motivation  حيث يرى أن الإنسان بيتصرف وفقا لقوة داخلة تتمثل فى الإحتياجات تدفعة لان يتصرف على نحو معين . وقد قام بتقسيم تلك الأحتياجات إلى 5 أنواع تمثل مستويات الهرم المحتلفة بداية من قاعدة الهرم المتمثلة فى الاحتياجات الفسيولوجية المختلفة ؛ ثم احتياجات السلامة والأمان ؛ الاحتياجات الإجتماعية ؛ الحاجة الى التقدير والاحترام ؛ وصولا الا قمة الهرم الانسانى وهى الحاجة الى تحقيق الذات ؛ فحينما تستكمل الشخصية تطورها ونضجها؛ من ثم يسعى الإنسان إلى أن يبتكر محيطة الخاص وان يسعى لاستكشاف المعرفة الجديدة الأكثر إنسانية وهو ما يتمثل فى رقى الذات .

الحديث كثير عن الذات واستحقاقها ؛ فهى رغم تخبطها واختلافها وتشتتها تستحق التقدير ؛ فهى نموذج فريد بكل تناقضاتة ؛ ليس للعقل الا ان يقف مبهورا امام تلك الصفة النقية والتى قد يختلط بها عوامل الزمت وفواعل البشر لكن تظل الطبيعة النيرة تسيطر على مكنونات الذات .

استخلاصا للحديث .. الذات الانسانية ؛ مهما كانت ؛ ومهما كان من يمثلها  تستحق التقدير ؛ فهى افضل ما فى الانسان حتى لو كان الانسان دائ الاختلاف والتناقض بشخصة ؛ اعمل على تحيد الذات فهى ارقى من ان تزج فى مواجهات لا انسانية ؛ عمم القاعدة الانسانية  " فالنتفق فيما اتفقنا عليه ، وليعذر بعضنا بعضا ً فيما اختلفنا فيه" ؛ فلندع ارواحنا المعذبة بكَبر الإختلاف ونرتكز على رقى ذواتنا فهى الاستحقاق الاول فى حياة الانسان 

shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1109 مشاهدة
نشرت فى 23 أكتوبر 2013 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,544,535

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟