كتبت - نهى محمود
في حياة كل منها جزء واقعي متمثل في عالم الخيال ، حاضرك الذي تمضي فيه مقترنا في نفس اللحظة بماضيك مستقبل يرتبط بأحداث الماضي بكل ما فيه صوره ، أحداثه ، اشخاصه ، حزنه فرحه مأساته أنجازاته فشله فلدى كل شخص منا صندوق مفتاحه ليس مع أحد غيره ، وفي النهاية عندما تخلو إلى نفسك تتذكر لتفرح بالحلو منها ، وتبكي على مرها ويساورك الندم على قرارات أتخذتها وربما الفخر والشجاعة على أتخاذها أو تستنبط العبر لتتحدث إلى نفسك فأنت والذاكرة ، ولكن هل تسألت يوما أين يوجد هذا الكم الهائل المهول من أحداث الماضي والتفاصيل ؟ ولماذا تتذكر أشياء دون غيرها ؟ ولماذا تبقى علامات الزمن مصاحبة لعمرك مع على مر السنين وكأن مخك ما هو إلا مكتبة قديمة جدا تمد يدك بداخلها لتسحب أحد الكتب دون غيرها لتمسح الغبار الذي يلمئلها وتقرأها من جديد في كل مرة!! أين توجد الذاكرة ؟ وأين الأماكن السحرية في الدماغ التي تختزن الذكريات ؟ هل المخ هو المكان الذي يحتوى على الذاكرة ؟ لنتناقش في القضية التي تحير أكثر من غيرها هي : ما هي الاماكن التي تختزن كل هذه الذكريات وأين تقع ؟
- لو أفترضنا أنه المخ هو ذلك المكان!! فهو غير منطقى لأن مجموع الخلايا العصبية مخ الأنسان تسعة مليارات خلية ، وفي الجهاز العصبي بكامله بالإضافة إلا المخ 14 مليار خليه!!! فكيف يختزن كل هذا الكم من الذكريات ؟ لم يجد العلماء تفسير واحد لذلك إلا أنهم أفترضوا أن هناك جزء معين في الدماغ هو المسئول عن الذاكرة وأن تخريبه او فقدانه يعني تخريب وفقدان الذاكرة وهي أثمى واغلى ما يملك الأنسان وهى من عجائب والاسرار العظيمة في تركيب الجهاز العصبي ومن دلائل قدرة الخالق عز وجل فعندما اجريت التجارب وتم تخريب 90% من الذاكرة البصرية لدى الحيوانات لم تفقد ذاكرتها ، كذلك عندما يتعرض المريض لجلسات كهربية على مخه لا يفقد الذاكرة!! فماذا أيضا لا يفقد المريض في بعض الحالات ذاكرته عندما يصطدم بدماغه فسر العلماء ذلك بأن هناك منطقة في الدماغ تسمى " الفص الصدغي " وتخريبها يؤدى إلى حدوث أضطراب في الذكريات ، فهى لها دور في صناعة الذكريات وأستحضارها حتى الذكريات الوهمية فأحيانا قد يتهيأ لك عندما ترى شخص و كأنك تعرفه من قبل او رأيته مسبقا أو ترى شيئا او تسمع كلاما وكأنك سمعته من قبل ولكن لم يكن الفص الصدغي هو المسئول عن الذاكرة من الناحية التشريحية.. - فعندما يرى الشخص ويسمع الأحداث بنفسه ، فأنها تطبع داخل الدماغ مثل صور الفوتوغرافية في شكل جزيئات ، ثم يقوم المخ بتجميع هذه الجزيئات المتفرقة المبعثرة ليكون الدماغ بقدرة قادر الصورة التي رأه ، المؤكد أن لغز الذاكرة ليس بالبساطة التي يتصورها الإنسان. وبالمقاييس العلمية في النصف الأول من القرن العشرين لا يوجد دليل مادي قاطع على أن المخ هو مركز تخزين الذاكرة, ولا يوجد دليل واحد دامغ على مكان اختزان الذاكرة في المخ!
مراحل نمو ذاكرة الأنسان :
- تبدأ الذاكرة في النمو أبتداء من الشهر الثالث في حياة الأنسان والسنة الأولى من عمره.
- عندما يبلغ السنة الاولى من عمره تبدأ الذاكرة في الأستقرار وتستمر لمدة أسبوعين .
- وفي السنة الثانية تمتد لبضعة أشهر .
- وفي السنة الرابعة تمتد حتى أخر عمره . - الذاكرة عنيدة لا تموت إلا بموت صاحبها ليكون الموت هو أخر تجربة يمر بها الانسان .
ولكن ما هي الشروط التي تتدخل حتى تنمو الذاكرة ؟
1ـ التقوى : أو ما نسميها بالنظافة النفسية الداخلية التقوى تحدث حالة نفسية عجيبة هي مزيج من الهدوء ، والاهتمام ، والخشوع ، والتقدير ، والتأمل ، والتدبر ، ووزن الأمور ،
2- التكرار
3- الاهتمام : كلما اهتم الانسان بالشيء ، وتعلق مصيره به حفظه أكثر والعكس بالعكس .
4 ـ الارتباط بالاحداث : إن ارتباط حادثة بخوف أو فرح أو حزن أو معركة ترسخ الذكريات أكثر .
5 ـ السن : في الطفولة تنطبع أحداث كثيرة ، وتترقى الذاكرة حتى تصبح أشد ما يكون في السن ما بين 20 ـ 30
6ـ الوقت : الصباح قبل طلوع الشمس وقبل الغروب : أوقات اعتدال للحفظ والمذاكرة ، والربيع فصل طيب للمذاكرة ، وهدوء الليل وقت جميل للتأمل
ففي النهاية يمكن القول أنه سبحانه ربي الذي عظمت قدرته وتعالت فوق كل شىء في خلقه الذى خلق جسم الأنسان الذي يتغير فيه كل شىء ما عدا الخلايا العصبية فهي لاتتغير أبدا وهى مفتاح السر للذاكرة فلو تغيرت الخلايا العصبية مثل باقي خلايا جسم النسان لأحتاجنا لتعلم اللغة من جديد كل ستة أشهر!! فثبات الخلايا العصبية يزيد من أكداس الذاكرة لحظة بعد لحظة
ساحة النقاش