كتب أحمد عيد

(1)

وراء كل إرهابي حقير دولة أحقر!!

الطائرة التي حلقت فوق سماء التحرير والاتحادية في 30 يونيو هي نفسها التي حلقت فوق سماء المعتصمين في رابعة العدوية والنهضة لكن ثمة فارق هام هنا ...فبينما أهدت المتظاهرين هنا الاعلام أطلقت الرصاص علي رؤوس المعتصمين هناك!!!

الدولة بررت ذلك بأنها تحارب الإرهاب!!!

حلت ذاكرة الأسماك محل ذاكرة الدولة..ربما نسيت أو تناست أنها وصفت المعتصمين قبل أيام من فتح النار عليهم ب(المواطنين الشرفاء) من خلال المنشورات التي هبطت علي رؤوسهم من الطائرة!!!

الدولة صنعت العنف حينما قررت أن تتعامل باذدواجية مع مشهد سياسي يحدث في أوروبا والدول المتقدمة ، لكن أتحفتنا الدولة برجوعها إلي عصور النازية والفاشية في التعامل الإبادي مع المختلفين معها سياسياً!!!

الدولة المصرية العتيقة قررت أن تعطينا معلومة شفافة...أنها لا تملك سوي الأعلام والرصاص !!

رمزياً : العلم هنا دليل الوطنية ، والرصاص دليل الإرهاب!!..

لا تيأس من رحمة الدولة ...تظلل بها تمنحك صك الوطنية !! اخرج علي قمعها تهديك الرصاص!!

لاحظ أنني استخدمت هنا مفهوم الدولة وانحيازها أكثر من مرة ، رغم أن الثورات تقوم أساساً ضد مؤسسات الدولة القمعية التي ، وبقدرة قادر ، قررت أن تمجد الثوار وتمطر من في السلطة بالرصاص والاعتقال!!!

ثورة علي سلطة لا تمتلك آلية القمع !!!

ثورة!!!

(2)

محدش بيفجر أوي إلا لما يُضطهد أوي!!

"محمد مرسي قسم الوطن حينما خطب في جماهيره أمام الاتحادية في سياق أزمة الإعلان الدستوري نوفمبر 2012 "..!!

ظلت المعارضة تردد الجملة السابقة طيلة الشهور الأخيرة من عمر حكم مرسي...بالطبع هذه الكلمات شكلت غطاءً سياسياً لكل عمليات العنف التي جرت بعد ذلك بحجة أن التجاهل يصنع العنف!!

وماذا عن تجاهل الدولة البوليسية الآن لطلبات عشرات الآلاف من المتظاهرين؟؟! ...بل وماذا عن اضطهاد الدولة التي قرر أحد مطربيها أن يسحب صك الوطنية عن هؤلاء حينما قال لهم (احنا شعب وانتو شعب) بل وتقمص دور رجل الدين المتطرف (ليكو رب ولينا رب)!

هل تعلم ياعزيزي ( واسمح لي أن أقولك عزيزي عادي في وسط الكلام!)..أن وصف الإعلام المصري لعشرات الآلاف من المتظاهرين والمعتصمين بالإرهاب كان أساسه مقطع فيديو تم نشره علي اليوتيوب ومنه إلي شاشات الإعلام لرجل لم تكن لحيته أطول من لسانه حينما قال : " ياسيسي انت صنعت طالبان جديدة في مصر ..احنا هنفجر مصر " !!! انطلقت كلمات صاحبنا هذا عقب إعلان الفريق أول عبدالفتاح السيسي عزل مرسي ولم يدافع أحدهم عن ذلك الرجل بحجة مثلاً أن الظرف الزمني فرض نفسه أو صدمة الرجل في قائد جيشه الذي خلع رئيساً منتخباً دونما أدني اعتبار لأصوات الناخبين!!

ولكن معهم حق ، فالتطاول علي الأوطان لا يبرره ظرف تاريخي أو نفسي !!

استنوا متفرحوش أوي كدة وتريحوا بقايا ضميركم!!!

<!--هل تتذكرون القس الذي هدد بخلع محافظ أسوان وضربه ب(الجزمة) وإحراق مصر لو لم يستجب المشير طنطاوي إلي طلبه بخلعه وبناء الكنيسة التي أحرقها متطرفون بأسوان؟؟!

<!--(اللي هيمد ايده تاني علي جسد المصري هنقطعهاله بالعربي كدة ) ..هذه ليست كلمات صفوت حجازي ..هي كلمات جورج اسحاق يوم 9 أكتوبر 2011 انطلقت من فمه بعد مجزرة ماسبيرو التي راح ضحيتها 17 روح مصرية!!

<!--هل تتذكرون مرتضي منصور حينما قال ( يارئيس الدولة ..ياتجيبلي حقي أو هولع مصر)! قال هذه الكلمات بعدما تعدي عليه أناس داخل نادي الزمالك في 2008!!

هؤلاء هددوا بحرق مصر ، ولم يتهمهم أحد بالإرهاب ، إما مراعاة للظرف النفسي والتاريخي ، أو لأن المخرج عايز كدة ..واللي يعوزه المخرج يعيشه المُشاهد!


(3)

حصاد الحرب عل الإرهاب ...مزيد من الإرهاب!!!

كتب الصديق والباحث الجاد عمر سمير خلف في تدوينة له علي الفيس بوك :

" بمناسبة 11 سبتمبر أحب أفكركم أنه وبعد مرور 12 عاما فالحرب على الإرهاب لم تجعل أمريكا والغرب أكثر أمانا بل على العكس عادوا ليتفاوضوا مع طالبان واتفقوا على فتح مكتب للتمثيل السياسي لها فى قطر!!!

وأعتقد أن حكومة جودلاك ناثان فى نيجيريا أكبر الدول الأفريقية سكانا سعت مرارا للتواصل والحوار مع جماعة بوكو حرام التى تتبنى العنف !!!

كما أن النظام الباكستاني والذي يمتلك الجيش رقم 12 عالميا دون احتساب القدرات النووية تكبد خسائر هائلة فى الأرواح والاقتصاد جراء انخراطه فى الحرب الدولية على الإرهاب منذ ذلك التاريخ دون أن ينعم بأمن أفضل مما قبل 11 سبتمبر!!!!!

ومع العلم أيضا أن حركة ايتا غير المسلمة فى اسبانيا والتى تتبنى العنف صراحة تتفاوض معها الحكومات المتعاقبة وتتمنى أن تبوس أقدامها مقابل العودة للمسار الديموقراطي والتخلى عن العنف وكذا جماعات كثر فى العالم ناهيكم عن التكلفة المادية والبشرية التى تكبدها العالم جراء تبني مقولة الحرب على الإرهاب بغض النظر عن مصداقيتها!!!!

هذا هو حصاد عقود من مواجهة الفكر بالدبابات ...لا الفكر انتهى ولا الدبابات تقدمت شبر!!!

والسؤال هنا ماذا لو استغلت هذه المليارات فى تنمية معاقل هذه الحركات التى يصمونها بالإرهابية؟؟؟ 

ماذا لو استغلت هذه المليارات لإقناع مزيد من الناس بجدوى الفكرة الديموقراطية؟؟؟ 

من المستفيد الحقيقي من هذه الحروب؟ ".

لا تشغل نفسك بالإجابة علي أسئلة صديقي ...ربما خطفه أحد ذهنياً !!

فقط امتعض قليلاً حينما تري مشهد الدماء ، استمع إلي وقاحة إعلامك وهو يبرر قتل ألف نفس في يوم واحد ، ولا تنسي أن تغمز للقائد الهُمام غمزة ود عله يمطرك بعلم الوطنية ...

أدام الله عليك نعمة البصيرة!! وحجبها عن هؤلاء المارقين الذين يسمعون اسم قائدهم دون أن يقفوا له إجلالاً وتقديساً مرددين (طويل العمر يطول عمره ويزهزه عصره وينصره علي مين يعاديه"!! 

shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 913 مشاهدة
نشرت فى 26 سبتمبر 2013 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,544,114

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟