كتبت ـ علا علي فهمي :

تعرف إيه عن الدستور يا محسن ؟!

أعرف إنه لما حد يدخل من غير إستئذان

نقوله : إنت داخل كده من غير"إحم" ولا "دستور"؟!

هو ده الدستور ولا مش هو ؟  يا متعلمين يا بتوع المدارس !

كان هذا هو فهم الشعب المصري لكلمة "دستور" قبل قيام ثورة 25 يناير، فقد نجح النظام السابق بدرجة إمتياز مع مرتبة الشرف في إهدار أدنى حقوق الشعب المصري وإغفاله عن معرفة حقوقه والتي ينص عليها "الدستور" والذي يعرف بأنه مجموعة القوانين التي تنظم الحقوق والواجبات والحريات.

ولقد بدأت معرفة الشعب المصري بالدستور مع مشاهدته للفيلم الكوميدي "عايز حقي" للفنان "هاني رمزي"، والذي أدى دور السائق "صابر الطيب" والذي قرأ نص الدستور المصري الذي ينص على أن من حق أي مواطن الحصول على جزء من الملكية العامة، فيرفع قضية مطالبا بحقه في المال العام، والحصول على شقة ليتزوج فيها، حتى يتم القبض عليه بتهمة تحريض الجماهير، ثم يحصل على الحكم بالبراءة من القضية كي ينادى ببيع الوطن !، عن طريق التوكيلات التي يرسلها المواطنون إليه بأحقيته فى بيع حقهم فى الوطن !!!

أما عن أصل ومعنى كلمة "دستور" فإنها ذات أصل فارسي، وهي كلمة مركبة من "دس" بمعنى "قاعدة" + اللاحقة حرفي الواو والراء، والتي بمعنى "صاحب"، فالمعنى الحرفي لها في اللغة الفارسية هو "صاحب قاعدة".

ثم إنتقلت إلى اللغة العربية  فضم حرف التاء إليها لتناسب أوزان اللغة العربية،  فأصبحت "دستور" ومن معانيها القواعد الأساسية لعلم من العلوم ، أو صناعة من الصناعات، وأيضاً من معانيها الإذن أو التصريح لفعل شئ ما.

ويقصد بـ "الدستور" أنه الدفتر أو السجل الذي تدون فيه أسماء الجنود ورواتبهم، ومن هنا أصبح لها معنى أخر وهو صاحب الصدارة الوزير النافذ الحكم، بحكم أنه المسئول عن هذا الدفتر، ولقد انتقلت هذه الكلمة إلى اللغة التركية أيضاً.

وتعريف كلمة "دستور" في "الإصلاح المعاصر" هو القانون الأعلى في الدولة إذ إنه يضم مجموعة القواعد التي تمثل فعل الصدارة بين سائر القواعد القانونية، تلك القواعد التي تعدل شكل الدولة، ونظام الحكم فيها، وتضمن للمواطنين حقوقهم الأساسية وتحدد السلطات العامة وتبين إختصاص كلاً منها وعلاقات بعضها ببعض، وأغلب دساتير الدول وضعتها سلطات تأسيسية أو جمعيات تأسيسية تمثل الشعب، وتجمع على كلمة "دساتير". 

أما جملة "دستور يا اسيادنا" فهي جملة عامية، فالواو والراء اللاحقة بمعنى صاحب، فتأخذ على أنها صاحب الدار أو المكان ، فالعامية أخذتها بهذا المعنى، ولكنها أصبحت تُقال عند التخوف من وجود أرواح أو أشباح تسكن المكان "ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم !" ووردت هذه الجملة كثيراً بشكل ساخر في العديد من أفلام الأبيض والأسود. 

وبعد مشاركة الشعب المصري للمرة الثالثة في الإستفتاء على الدستور يبقى السؤال .. هل ستتحقق المواد المدونة به على أرض الواقع ويحصل المصريين على حقوقهم في الكرامة والإنسانية والحياة الأدمية والعمل والعلاج ، والحصول على حرياتهم في التعبير عن أرائهم ومطالبهم دون قتل وتعذيب وإهانة وتخوين، أم سيظل الدستور كعادته مجرد حبر على ورق  ؟ أو مجموعة من القوانين التي لا تصبح سارية المفعول إلا للدفاع عن الظالمين ، وتكون منتهية الصلاحية أمام المظلومين والمقهورين من الشعب ؟!! 

المصدر: شباب ونص
shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 12972 مشاهدة
نشرت فى 5 إبريل 2014 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,117,722

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟