كتبت /  هايدي احمد النشرتي

نظرت الي عقارب الساعة و الدموع في عيني..... لم يضع مني الوقت فقط ...و لكن لقد فقدت   اهم حدث لي في حياتي و اول يوم لي هنا..... نظرت حولي.. فكل شئ متشابه... حتي اني لا اتقن لغة هذه البلدة  و لا افهمها... حولت ان اسال المارة عن مكان وجودي و لكني لم اتوصل الي شئ....  الليل قد اوشق و انا مظلت تائهة حتي انني لا اتذكر اسم  الفندق الذي انزل فيه هنا..... فهذه اول مرة ليا في فلورنسا الايطالية....

 نظرت حولي فوجدت امراءة مسنة تجلس علي اول الطريق.. و تتملقني.. و صاحت  الي بالانجليزية ( انت تائهة ايتها السيدة الصغيرة)... نظرت اليها في اندهاش...( نعم) و بداخلي شئ من الخوف... ترددت قبل ان اسالها ( سيدتي هل تعرفين مكان مقهي دالس الامريكي).....  نظرت الي في شدة ثم قالت( يمينا ثم يسارا  سوف  تجدينه امامك) ذهبت في الاتجاه و لكني لم اجده امامي.... فجاة وجدت رجل ضخم امامي.. يحاول ان يمسك بي لكني  استطعت ان افر منه و اركض بعيدا... حتي وجدته امامي ثانيا... فلكمني لكمة شديدة... استيقظت علي صوت مذياع  يتكلم لغة لا افهفمها ... نظرت حولي خائفة اسال اين انا.... فالرجل الضخم  يجلس علي مقعد قريب مني ...ياكل ..... نظرت الي حالي وجدتني مربوطة بالاحبال في المقعد الذي اجلس عليه.... فانا في بلد غريبة ... تائهة... فقدت موعدي في الصباح...لا اعرف  اين انا... لا اعرف اسم الفندق ...  كل ما كنت افكر فيه ان اصل الي  مقهي ( دالس الامريكي).....

 حولت ان اتكلم مع هذا الرجل ... و لكنه ايضا من الواضح لا يفهم الانجليزية فمعظم الناس هنا هكذا...... فماذا انا بفاعلة...سارحت بعيدا عندما  كان املي و انا في بلدي ان اذهب بعيدا و اترك كل شئ ورائي.... و لكنب ها انا تائهة لا اعلم اي شئ... من الواضح اني مخطوفة... تحركت قليلا بالمقعد فانه خفيف بعد الشئ.....نظرت من النافذة... وجدت نفسي في وسط  المدينة .... و لكنها لم تكن مثل  البلدة التي كنت فيها... ها انا خائفة ارتجف لا استطيع فعل شئ..  و انا مقيدة فدائما ما كنت قليلة الحيلة حتي و انا هنا , و يجب علي مساعدة نفسي ....

 جاء من بعيد ...رجل نحيف طويل القامة ليس بوسيم ..... نظر الي الرجل الضخم..تكلم معه فتنحي جانبا... بدا هذا الرجل يقترب مني اكثر.... هو ( ماذا تفعلي هنا في فلورنسا) ...انا (لكن هنا ليست فلورنسا ... فهذه الشارع لا يشبه المدينة التي كنت فيها ) ..هو ( بلي نحن في شطر اخر من البلدة ) ... انا  انظر اليه في خوف و اندهاش....الرجل ( لماذا جاءتي  الي هنا )....انا ( من انت حتي تسالني هكذا ).. نظر الي ثم فك قيودي... اخذ حقيبتي السوداء الصغيرة.... و اخذ كل ما فيها ..... و لكنه  من الواضح انه كان يبحث عن شئ.. ثم قال لي ( حظك التعس قادك الي ايتها الشقراء)... قطع جلد الحقيبة ....حتي وجد مبتغاه ... شئ يلمع بريقه قوي.....!!!!!

نظر الي ضحك ضحكة  متقطعة فيها لمحة لانتصار..... ثم التفت الي و قال ( يا حلوتي اذا قلت شئ الي احد ... سوف لا تعودين الي حياة مرة ثانية).......

حدث شئ لا ادري ما هو ..... و لكني وجدت نفسي  جالسة داخل مقهي   ( دالس) و هناك فنجان من القهوة امامي... نظرت حولي ابحث عن حقيبتي لم اجدها..... ثم جاء الجارسون...( لقد تم دفع الحساب لك... و هذا  ما تبقي منه) اخذت منه الاموال الباقية ..... وجدت بينها ورقة مكتوب عليها ( اسم الفندق : الماسة الحرة ) !!!!!!!


shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1017 مشاهدة
نشرت فى 26 فبراير 2014 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,132,783

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟