كتبت ـ بسمة توفيق :

وكانت هذه هى المرة الأولى التى تسمع منى خلالها هذا التاريخ أو تعيه منذ بداية يومها ...ومع إفاقتها انتفضت من مكانها تلتقط غطاء رأسها فى سرعة رامية هاتفها فى الحقيبة ثم ارتدت حذائها وهى تهرول الى أمها شاكرة ومودعة الجميع كالبرق ودون سابق إنذار-وشيعتها ضحكة قصيرة ضحكتها أمها لم تخل من معنى وقد نظرت الى الساعة التى قاربت السابعة ..لتقول فى خفوت: الوقت ملائم تماما والتقطت هاتفها لتطلق رسالة عبر الأثير فى ظل دهشة بالغة من ابنتيها لهذا الانقلاب الذى تسبب فى قهر كائن ضعيف لم تعيره منى اهتماما ..وهو الطبق ..طبق الأرز  - ..فى حين أسرعت  منى على درجات السلم بالتقاط الهاتف والاتصال بعمر لتجد الباب بينهما ما يزال مغلقا ..ومع جريها الى حيث السيارة سقطت الأمطار وانهمرت دموعها التى لم تنجح فى إذابة بسمة قوية ارتسمت على شفتيها مستعيدة  ذكرى  مثل هذا اليوم من العام الماضي حيث أول لقاء بحبيبها عمر، النظرات الأولى ..الكلمات الأولى  .. متى سمعت اسمها بصوته للمرة الأولى تسبقه كلمة آنسة  ..الميعاد الأول الذى لم يحدده أى منهما   و إنما حدده القدر وما كتبه الله عليهما ليكمل كل منهما الآخر منذ اللحظة الأولى، التى أدركت فيها منى أن بين عينيها وعينيه لغة خاصة لا تفك شفرتها إلا من خلالهما   ، وبصحبة الذكرى كانت خطواتها متلاحقة،  والمطر أكثر انهمارا و كأن السماء تشاركها بكائها مناجية إياه  ،ومع لحظة وصولها للسيارة، كانت الشوارع على ازدحامها ..تعتبر هادئة نسبيا..فالقاهرة لا تنام أبدا  وهى شاهدة رائعة على الشباب والحب والآمال .. رقيقة معهم مسامرة لهم خاصة فى أمسيات  الشتاء  ..فبينما يغنى الأطفال للمطر  بين أحضانها ، تداعب هى الآباء العائدين الى أسرهم  بزحامها  ليستحيل بردها الى دفء مع نزولهم الى المساجد لصلاة العشاء ، وتعشق الأمهات فى المنازل حين يقلقن وينتظرن ويسهرن ، لتعزف مع الشتاء أجمل سيمفونية تجعل منها أجمل مدن الأرض مع سحاب رمادي  يتحدث الى المنازل ، والشوارع و إشارات المرور وأضواء السيارات، فلكل سيارة فى القاهرة  يا سادة حكاية ، ويا لها  من حانية-عاصمتك يا مصر- عندما تخرج  مشاهد الحكاية فى سلاسة بلا زحام ، ويالها من قاهرة عندما توقف الزمن فى إشارة المرور بينما تريد منى جناحين لتذهب الى هناك ..فالقاهرة الآن قاهرة لأمنيات كل الراغبين فى الوصول سريعا ومع هذا، فان  المطر والدفء الذى ببعثه يستدعى الذكرى  ..يستدعيها بقوة.....

"ذكرى يوم جديد من العمل سبقته سهرة طويلة لدراسة اقتراح سيقدم لرئيسها المباشر ،تأنقت كالعادة ، لكن دون أية رتوش ، رغم أن  علامات الأرق والإرهاق البادية على صفحة وجهها كانت تتوق للاختباء فى ظلال مساحيق التجميل ، إلا أن صاحبة هذا الوجه أبت إلا أن تأمر بترحيل أدوات التجميل الخاصة بها الى أختها الوسطى سلوى ، لا لغرور بجمالها   ، لكن لاقتناعها بأن البسمة الدائمة وصفاء النفس وحدهما كفيلان بجعلها ملكة جمال - وهو منطق راسخ تصمم عليه فى عناد حتى أمام رفض والدتها له – ولعل الإغراق فى وصف ملامحها يمثل ظلما  لخطواتها الجادة فى الطريق الى الشركة  على أسفلت أحالته أمطار الأمس الى بحيرة لم تسلم فتاتنا الأنيقة من مياهها رغم ارتيادها الرصيف بفضل سيارة أسرع قائدها دون اكتراث ، و مع صرختها وصدمتها ، أطلقت فرامل السيارة صوتها فى عنف ، و ترجل قائدها فى خطوات معتذرة للمنكوبة الواقفة على الرصيف   وقبل أن ينبس ..كانت نيران غضبها  تلفح وجهه ، فى كلمات لم تخل من الأدب رغم قسوتها حيث قالت :شكرا لاهتمامك ..وتفضلك بالنزول ..يا سيدى،ولا داعي لإرهاق عينيك بالنظر الى الآن .. فأنا أقدر نتائج ضعف النظر جيدا حيث لم تتسنى لك رؤية  مرتادي الرصيف من سيارتك   ، ولا حتى أنك فى شارع  جانبي لابد أن تتخذ فيه سرعة مناسبة رحمة بالناس .. أرأيت كيف أتفهم موقفك الى أبعد الحدود أيها المسكين ؟

وهمت بتركه والسير إلا أنها التفتت مرة أخرى  في حركة حادة قائلة : كيف سمحت لنفسك بالحصول على رخصة قيادة ؟وتمتمت بكلمات غير مفهومة وهى تنظر لملابسها  في لهجة أقرب للبكاء في حين توقف الزمن بوقفته الثابتة  للحظات -اجتمعت فيها كل العصور حول رجل واحد حتى كادت تحوله لتمثال من خشب لفارس من فرسان أوروبا في عصور الظلام تراه فتحسبه حقيقيا وإذا اقتربت منه تصفعك برودة قسماته  - لولا  تلك البسمة التى علت وجهه ولم تخل من معنى  ليقول في رقى شديد وأدب أشد :

أنا آسف جدا يا آنسة...........ليأتي اسمها من الخلف على لسان" لقاء" زميلتها في الشركة في صيحة  جزع :منى فانخفضت عيناه عنها لحظات ليسمح لهما بالحديث تاركا لها مساحة لتهدأ ..وتبادلت كلمات قصيرة مع لقاء لتلتفت فلا تجده وتحركت لقاء باتجاه الشركة أما منى فقد حسمت أمرها لتعود الى المنزل  لتبديل ثيابها والعودة مرة أخرى  إن استطاعت ، وفى خلال دقائق كانت في الشارع الرئيسي تنتظر سيارة أجرة ..بلا أدنى  فائدة في التاسعة صباحا  ومع صيحتها :

تاكسي..........  أطلق صرير عنيف ..كانت قد سمعت مثيله منذ دقائق ...وسمعت صوتا يناديها : آنسة منى ...فالتفتت فى نظرة من عدم التصديق والضجر وقبل أن تطلق العنان لساقيها ولسانها قال :

أنا آسف جدا ..أتسمحين لى بتوصيلك ..أرجوك ..وبين رفض الفتاة الشرقية لغريب مجهول يعرض المساعدة ،وبين رغبتها فى إنجاز أمرها بسرعة تسرب إليها  شعور غريب- ساقته إليها لهجته المتوسلة الآمرة-..  أحال برودة الطقس الى دفء عجيب وهاتف يصيح بها:

ابقي هنا ..ابقي معه ....ليرد عليه صوت العقل معطيا أوامره بإطلاق ساقيها للريح..في ذهاب اضطراري لآخر  مكان بوسعها الذهاب إليه في هذه الحالة المذرية ..الى الشركة وجرت كأنها تفر من شئ ما لكن بلا خوف بل بأمان وارتياح بالغين ، واختلست نظرات الى الوراء فلم تجد له أثرا ، فابتسمت تحسبه خيالا ...وبكل ثقتها بنفسها دلفت الى الشركة  تقنع نفسها بأن كل الخير حدث وكل الخير سوف يحدث أيضا رادة على تساؤلات زميلاتها حول ما حدث بمنتهى المرح دون أن يفارقها ذلك الخيال ، بعد حرب طويلة لتنظيف حذائها وملابسها .. حيث أحواض غسيل الوجه والمرآة الطويلة  التى استخدمتها لتحسين مظهرها لتكون جاهزة للقاء رئيسها المباشر .....

وبعد لحظات كانت تدلف فى رصانة الى مكتب الرئيس قائلة:صباح الخير أيها الرئيس لتتجمد ملامحها برهة لرؤية ذلك الجالس أمام المكتب ..

.انه هو .. ليس خيالا..

وقبل أن يزداد فضولها الأنثوي ، كان مديرها يستقبلها بابتسامة رصينة ، رادا على صباحها،و مشيرا إليها بالجلوس ، لتكون فى المواجهة تماما مع ذلك الغريب حيث لا تفصل بينهما سوى منضدة صغيرة ، وشاهد آخر كان فنجان فرغ من كل شئ إلا من  نقوش خلفتها فيه ببراعة بقايا القهوة ويدعو إليه قارئة  فى جرأة، فى لحظة تحولت فيها منى الى مجتمع من النساء ،نعم لم تعد امرأة واحدة ، و إنما عدة نساء إحداهن عجوز متمرسة فى قراءة الفنجان تريد أن تشبع فضول أميرة حائرة نحو مجهول  ، تجلس وراءهما مراهقة صغيرة ذات ضفائر فرحة بشيء لا تعرف معناه ،وطفلة ترغب فى الاعتذار ببراءة، وامرأة ناضجة  تكبح جماحهن جميعا فى مواجهة عيون نارية  توجه عدة رسائل فى لحظات وتأبى إلا أن تكون مسيطرة ..........

وبكل التوتر والحرج ، لملمت منى شتات نفسها ،  شارحة للمدير مشروعها و الذى يتضمن استعانة الشركة برسام محترف لتصميم أغلفة الكتب والروايات  بدلا من استخدام الحاسب الذى يفقدها رونقها وما يمكن أن تنقله ريشة الفنان من أحاسيس للقراء  لاسيما أن الكتاب يحمل رسالة أسمى تختلف عن تعلق الأمر بتصميم الإعلانات ، فرفض المدير معتبرا أن فى ذلك هروب من التخصص الأساسي للشركة،ليزداد توترها ما بين رغبة فى إقناعه، ورغبة أخرى فى الهروب من عيون 

تحطم دفاعات قلبها الذي كان يخفق بعنف، ليأتي صاحب هذه العيون بكلمات واثقة بحل وسط يتضمن المزج بين تخصص الشركة وبين الرسم بشكل يكون فريق عمل متميز من الرسامين والمصممين المحترفين عن طريق الموا سح الضوئية  وغيرها من الأجهزة الأخرى ..ولاقى الاقتراح لدى المدير آذانا مصغية ..ولدى منى آذانا موسيقية وعقل يلتقي بآخر مبدع متفتح ،ومع موافقة المدير ، ابتسمت فى جذل ولولا الموقف لصفقت وضربت الأرض كالأطفال لا لانتصار العمل في حد ذاته ، بل لشعور بأنها ضعيفة جدا وفى الوقت ذاته تمتلك كل شئ ..تمتلك حسن المنطق وبيان الكلمات وتوهج العقل ويشاركها في كل هذا ذلك الشاب ،واختلست النظر إليه لتجده ينظر إليها بينما المدير يبتسم وقد سعد بإنجاز عمل ..وذكرته الابتسامة ،وجذل منى ،وإبداع ضيفه بأنه تخطى حدود اللياقة ولابد من أن يدير دائرة التعارف قائلا:   أستاذ عمر عبد العزيز.. محاسب..وهو آت اليوم  بصفته وشخصه كصديق لي لتقديم استشارة مالية للشركة واستطرد ضاحكا: ولكني لم أكن أعرف أنه بارع فى الاستشارات  الفنية  أيضا فقالت منى فى رقة جادة:هذا لحسن حظي ،مع إيماءة من رأسها وهى تبتسم وعيناه تبتسمان أيضا لتكتمل دائرة التعارف بقول المدير:آنسة منى عبد الرحمن ....ولم تستمع منى لباقي الكلمات  فقد أخذتها غفوة خجل ، جعلتها تتجه بعينيها الى  الأرض لتفيق من غفوتها على كلماته : فرصة سعيدة آنسة منى لتهب واقفة  فيمد يده مصافحا اياها وتستجيب ، لتقضي بقية يومها معه حيث لم يفارق خيالها لحظة، ومع أغنية محمد منير ..الشتاء أطلق شرطي المرور  صافرته لتنطلق منى بسيارتها منتشية بالذكرى ..مع ضوء أخضر أعطته الإشارة، بل الحياة لتنطلق الى هناك.. إليه..تردد أغنية أخرى  لمنير هذه المرة هى أغنية" معاكي " ليتسارع إيقاع كل شئ مرة أخرى  ..ويضحك المطر مداعبا الصغار ومداعبا يدها التى أطلت من نافذة السيارة لتضحك  مع وقوف السيارة أمام أحد المتاجر الفاخرة لبيع ملابس الرجال حيث دخلت لشراء هدية وضعت في اختيارها كل إحساسها وانتقت معطفا نطق:

أنا لعمر.. واتنقلت لدفع ثمنه لتجده قد التهم المكافأة ..لتكبر البسمة في قلبها متذكرة كلمات كان قد قالها مع شرائه أول هداياه لها: المال ورق لا قيمة له أبدا ..وهو لا يشتري السعادة ..بيدنا فقط نحقق السعادة..فابتسامتك يا منى لدى بأموال العالم  ، وتحولت الشوارع  الى صفحات لكل رواية رومانسية قرأتها، متناسية تماما أن هناك خلاف بل نسيت أسبابه لتتضح أمامها صورة منزلها وأين سيجلسان ؟ وكيف سيكون الكلام بعد أن تكون قد أعدت له كل شئ   ..الورود والشموع ..كل شئ.ومع وصولها الى أسفل العقار ..تبدل البرد بدفء وتصاعدت دقات قلبها مع المصعد الذي وصل الى الطابق الخاص بها بادئا عصور الأرض مع إغلاق بابه لينتهي الى2009 مع فتحه أمام باب شقتها .

تقدمت منى بخطوات طائرة الى الباب الذي كان شبه مفتوح فدفعته لتصطدم يدها بحصان معلق في الباب على هيئة ميدالية ..نظرت له بفرحة جعلتها تنادي:عمر.. .. لتجد نفسها أمام الشموع والورود بل والمائدة  المعدة برقى ولياقة شديدين ومع اقترابها   وجدت مظروفا أنيقا : فالتقطته وتكلمت وريقاته الصغيرة وهما ورقتي نتيجة تحملان نفس التاريخ لعام مضي و آخر لازال يمضي ..لتقلب كل منهما فتجد كلمات تكمل بعضها وتقرأها بصوت خافت يبتسم: آسف..لم يكن بوسعي الحديث معك أمس ...لأني كنت أعد لميعاد حبيبتي اليوم .. لأحضر حصانا فضيا كانت قد طلبته مني ..وأجدد عهدي لقلبها وأقول: أحبك لـتأتي هذه الكلمة بصوته من ورائها :لتطلق شهقة مكتومة وهى تستدير اليه باكية مقدمة على كلمة الأسف ليكرر كلمته :

أحبك لتبكي أكثر فيضمها بين ذراعيه وتمضي الدقائق وهما يتناجيان فتنظر اليه لتجده كما رأته في المرة الأولى ،وبعد قليل وفي غمرة فرحتها بحصانها الفضي المعلق في الميدالية خرج فارسها في خطوات واثقة مرتديا المعطف الجديد لتستقبله بفرحة الأطفال قائلة: أنا آسفة..يا حبيبي ، فقال مبتسما في حنان : ولم الأسف يا صغيرتي؟  قالت : لأني كنت غبية الى حد جعلني أظلمك فلم أحسن الظن بك وحسبت أن  مشاعرك نحوي  أصابها الفتور وأنك أهملتني وأنك لم تعد تحبني و........وقبل أن تتم عبارتها قال :

أحبك ..أحبك يا غبية فغضبت وانطلقت تجري ورائه فقال في مرح : ألم تنعتي نفسك بالغبية يا حبيبتي ؟ فأكملت عدوها ورائه ضاحكة لتقذفه بإحدى وسائد الأريكة ليتفاداها في مهارة ويعدو إليها فيقع كلاهما على الأريكة فى مواجهة المنضدة الصغيرة مباشرة ليغرقا في الضحك وتجد منى نفسها أمام فنجان الأمس وقد ضحك لها مختالا  بنقوشه البنية الرائعة لتحتار عيناها بينه وبين عمر متسائلة: أهذا هو؟ فأومأ برأسه مبتسما وقال:تركته ليبقى دليلا على ظلم شهرزاد فقد شربه شهريار منذ ليلة الأمس فقالت في إشفاق: هل شربه باردا؟فأومأ برأسه إيجابا مشيرا   الى شاهد إثباته قائلا: سليه .

فتحسست جبينه بإصبعها وقالت بلهجة اعتذار : أيها الفنجان ..أخبرني أين كان ولماذا تأخر؟ 

فأجاب مقلدا الفنجان : لقد سافر الى الإسكندرية ليقوم بواجب العزاء لوفاة والدة أحد أصدقائه .فتابعت  ولماذا لم يتصل بي .. لقد قلقلت عليه وقد كنت أنت شاهدا على قلقي..أليس كذلك؟فقال : لأنه وضمن مفاجأته لك كان قد اشترى خطا جديدا لهاتفه للتمويه ولاتباع خطته ..استغل خلاف الأمس .. ولم يتحدث إليك قط  لينفذ خطواته بمهارة ضامنا أنك لست بالمنزل ....وقاطعته ضاحكة  بفضول:ومن أدراه؟

فضحك فخورا بذكائه ولم يجيب فصاحت : ماما..

فقال : نعم ، يا طفلتي لقد شاركتني خطتي فاحتالت عليك لتقومي بزيارتها لتعطلك أكبر وقت ممكن حتى أكون قد أعددت كل شئ فقالت: وأعطيتها رقم هاتفك الجديد قبل أن تعطيني إياه؟ إذن فقد كانت مؤامرة.فقال : لأجلك يا منمن  لا ضدك ومن ثم فهي مؤامرة مشروعة فهمست:

إذن فقد عرفت أمي بذوبعة الأمس ..فلم يجب وضحك فقالت تشاركه الضحك : كم أنا غبية فقال : ألم أقل لك؟ فالتفتت له في حدة فسارع يتفادى غضبها صائحا: الفنجان هو القائل فردت في دعابة : عقابا له سوف أقطع شهادته .. بغسله وانطلقت الى المطبخ لتأتى بعد لحظات فقال :عاقبتيه ؟ فقالت : ليس بعد ..وجلست الى جانبه : لا أريد العبث بلحظاتي معك...... فانتفض قائما وقال :  إذن فلنرقص يا أميرتي .. ورقصا وضحكا وتلاشى البرد وهما معا وقال فسمعته وقالت فناجاها ....

ولم يقف الزمن هذه المرة بل هرولت ساعاته كأنها لحظات ..لحظات توقف عمر بعدها عن الرقص وقال : و الآن حان وقت المفاجأة الكبرى  ...ومد يده الى جيبه وناولها مظروف آخر قائلا : اغمضي عيونك فاستجابت وخرجت من الظرف تذكرتان ..تذكرتي طيران تعلنان عن رحلة لأسوان  وعندما فتحت عينيها حلقت فرحة وشكرته طائرة الى الغرفة  فقال في مرح : ماذا ستفعلين ؟

قالت : أمامنا أربع ساعات فقط .. سوف أحزم الحقائب

فقال : إنها جاهزة مولاتي فعادت الى أحضانه وقبلته في حنان فاستطرد : ومع ذلك عليك التوجه للحجرة لتبديل ملابسك ولثم جبينها وتركها تدخل حجرتها لتصرخ : عممممممممممر أنا أحبك ............ليضحك هو  : أجمل ما فيك يا حبيبتي ...جنونك ..فقالت : وماذا عن عيوني ؟ فقال : جميلتان وخرجت من الغرفة بعد دقائق : وماذا عن ملابسي الجديدة ؟فقال بحزم حنون : زوجتي ملكة جمال ..مهما ارتدت .........واحتضن كفها بكفه وسارا يحملان حقائبهما تزفهما الذكريات والأحلام .

وفي السيارة قالت منى : عمر ..نحن الآن سنسافر الى أسوان أليس كذلك؟ فقال ضاحكا-دون أن يرفع عينيه عن الطريق- : بإذن الله وسيصل السائق الخاص بسعادتكم قبل الموعد ..يا سيدتي الجميلة ... فقالت : وماذا عن معرض الكتاب ؟

وجاءها  رد الفرامل التي أطلقت صيحة اعتراض وقفت على إثرها السيارة ،أمسك عمر برأسه وولدت على وجهه ابتسامة غيظ اتسعت مع نظرته لمنى التى أشرقت ضحكاتها ..وبعد لحظات علت ضحكاتهما معا -دونما كلام- ووصلت لآخر  الأرض ..فانطلقا وراءها..........


                                                                      تمت بحمد الله

 

المصدر: شباب ونص
shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1065 مشاهدة
نشرت فى 23 فبراير 2014 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,477,089

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟