كتب :هانى كشك
أمل مريضة بالقلب ولن تستطيع أن تتبرع لوالدها.
يا إلهي ولدى يحب مريضة بالقلب ما الذي يجبره على هذا ؟ هل تستطيع هذة الفتاة بمرضها أن تكون مسؤولة عن منزل وتنجب أطفال أصحاء ؟ الفتيات كثيرات و الجميلات كثيرات فلماذا أختارها وهو يعلم بمرضها ؟
كانت أمل تؤرق منامها وتنغس حياتها ولكن كل هذا لايبدو لعمران فرب عناد يؤدي إلى نتائج غير محمودة ولما الصدام الان ؟ الصبر مفتاح الفرج سينساها ولايفكر بها بمجرد أن يتخرج ويعمل مع والده ويشعر بالدنيا .
أمل فتاة جميلة رقيقة تميل قليلا الى الطول ولكنها ليست طويلة وتميل قليلا إلى النحافة ولكنها ليست نحيفة هي ممشوقة القوام قمحية اللون عيناها كلون الليل انفها دقيق فمها صغير تعلو وجهها سعادة تغمر عمران . يملء عيناها طموحًا لاحدود له . لا تفقد الامل فى أن الغد أفضل دئمًا وكأن كل شخص بالفعل له نصيب من أسمه هي أمل فعلاً وهو عمران ايضًا.
ارتفع صوت الفرامل .. لم يصدمها ولكنها تعثرت ووقعت على الارض فأسرع إليها ليساعدها ولكنها رفضت ونظرت اليه فى تعجب فلما العجلة ؟ فعاد إلى سيارته . وعندما دخل إلى المدرج متسللا من بابه الخلفي حتى لايراه الدكتور جلس في أول مقعد خالي فوجد نفسه بجوار أمل التي شعرت انها صدفة . وبمجرد ما أنتهت المحاضرة ابدى أسفه وأعتذارة على ماحدث وأنه لم يكن يقصد ما حدث وربما صدفة المقعد الخالي بجوارها قد أتاحت له فرصة توضيح موقفه فإبتسمت وقبلت إعتذاره. ومنذ
هذا اليوم والمقعد الذي بجوارها لم يخلو من عمران حتى ولو تأخر عن موعده حجزته . حجزت له مقعد بجوارها ومقعد آخر فى قلبها.
مع مرور الايام إقترب عمران من أمل وصارحها بحبه لها ... كان يعلم أنها ستوافق .. هذا ليس غرور ولاثقة مفرطة في نفسه ولكن البدايات كانت مشجعة... كان يشعر بها كل يوم أكثر وكان يعلم أنها تحبه ايضًا فلما يتأخر ؟ اليس من الافضل أن يصارحها بحبه ؟ اليس من الافضل أن يسمحا لقلبيهما أن يتراقصا معًا على أنغام الدانوب الازرق لشتراوس فيشعرا بأنهما لايلمسان الارض إلا ليندفعا ويحلقان معًا .
والدته لاتستطيع الصبر عام وراء عام وقد اصبحت الدراسة الجامعية على وشك الانتهاء وعمران متمسك بأمل لذا فضلت أن تلعب من وراء الستار لتبعد ولدها الوحيد عن تلك الفتاة . فألحت على والده أن يعمل معه ليتعلم أسرار العمل ويتقنه فإذا ما تخرج كان مؤهلاً له . كانت لاترغب فى إستمرار هذة العلاقة. ربما تغار من الفتاة أو تريد لولدها الوحيد فتاة أفضل منها . وفي الصيف لمحت لوالده بضرورة سفر عمران لفرنسا ليتعرف على الموردين الاجانب ويصبح رجل أعمال بما تحمله الكلمة . كان والده يعلم مايدور فى خاطرها من وساوس وأفكار وأكثر من مرة أراد أن يبعث الطمأنينة في قلبها ولكنها قلقة وخاصة بعد علمت أن أمل مريضة بالقلب .. هي تريد إبعاد ولدها إلى اخر بلاد الدنيا لعله ينسى أمل.
الجو فى فصل الربيع بديع جدًا يلائم الرومانسية .. منذ سنوات طويلة لم يزور الربيع الدنيا بهذة الرقة .. أمواج النيل ساعة الغروب ترتطم بالشاطىء فى هدوء .. ومن بعيد ينبعث صوت الاغاني والموسيقى من المراكب .. على مقعدين متقابلين في أحد الاركان يجلسان قبل السفر بيوم أصر عمران على هذا اللقاء وكانت أمل مضطربة لم تتعود أن يبتعد عنها عمران كل هذة المدة .
شهر يا عمران .. تسافر شهرًا كامل .. ثلاثون شروقًا وثلاثون غروبًا .. هكذا .. كم ثلاثون فى أعمارنا لنضيعها؟.
هو سعيد بتجربة السفر فسوف يشاهد العالم ويعقد صفقات ويتعرف على أشخاص جدد .. علاوة على أن هذا معناه ثقة والده فيه ولا يمكن أن يضيع هذة الثقة .. باقي عام واحد على نهاية الجامعة ثم يعمل مع والده فكيف سيدير هذة المؤسسة بدون تدريب ومعرفة.؟
نظرات أمل تقلقة .. هي تتحدث ولكنها ليست سعيدة مثله . وهو لايريد أن يسافر دون أن يرى إبتسامتها تلك الابتسامة التي سترافقه حتى يعود.
أمل تخطت حاجز القلق إنها خائفة .. تخاف أن ينساها .أن ينشغل بمصالحه .. تخاف الا يعود .
* هل تنساني يوما إذا ما فرقتنا الايام ؟
* وكيف انساك وقد تركت قلبي بين حروف اسمك فلم يعد ينبض الا وهو يردده.
* ولكن الزمان ستيغير والمكان سيتبدل وتنساني .
تتبع ......
ساحة النقاش