كتبت_ مريم الحداد
الحرّية لا تمنح، لا تًطلب. مجرد طلبك لحريتك من شخص معين هو تسليم منك بأنه يملكك.
هو يملك تحريرك كما يملك كبتك لكنّه في النهاية يملكك.
مجرد إحساسك بأن شخص ما قد منحك حريتك الكاملة هو في حد ذاته تقييد.
بل الأحرى هو أن تتحرر من مبدأ طلب الحريّة نفسه.
لا أحد بإمكانه أن "يمنحك" الحرّية. فالحريّة تكتسب ولا تُمنح.
فلا يمكن لأحد منحك الحريّة في الوقت الذي يمكن لأحدهم بسهولة سلبك إيّاها.. و هو مبدأ لا زلت أجد صعوبة في فهمه وإدراكه.. كيف يمكن للحريّة أن تكون قابلة للسلب وهي غير قابلة للمنح؟!
أقصى حريّة يمكن أن "يمنحك" إياها أحدهم، هي أن يحررك منه. أو من أيّا ما كان ما يعطيه سلطة سلبك حريّاتك.
لهذا السبب أحببتك الآن أكثر من أي وقت مضى، لأنّك الآن حررتني من كونك محرري. لأنك قد فهمت القدر الذي أحتاجه من الحرية حتّى أتنفس وأعيش. حتّى أبدأ في تكوين القدرة على الحب. لأنك لا تبذل مجهوداً في تحريري بل أنت لا تنظر للأمر بأنك المسؤول عن ذلك أصلاً. أنت تحبّني.. تحبّني وحسب.
ساحة النقاش