محمد عجم

«قام المهندس هاني ضاحي، وزير النقل، بجولة مفاجئة فى محطة سكك حديد مصر برمسيس، حيث تفقد أرصفة الوجهين القبلي والبحري وشبابيك التذاكر، وشدد على العاملين بشبابيك التذاكر بضرورة حسن المعاملة مع الراكب..».

هكذا كان نص الخبر الذي قرأناه جميعا الأسبوع الماضي، ومعه صورة الوزير داخل أحد القطارات المكيفة، مجريا حوارا مع ركابه..

إلى هنا؛ الكلام جميل.. والكلام معقول.. مقدرش أقول حاجة عنه..

لكن أين الوزير من القطارات المميزة وقطارات الركاب؟!، نعم يقول باقي مضمون الخبر، المنقول عن بيان رسمي للوزارة، أن الوزير تفقد أيضا قطار 907 المميز المتجه من القاهرة إلي الإسكندرية للاطمئنان على نظافة القطارات.. ولكن البيان لم يذكر كيف وجد نظافتها؟، ولا نعلم لماذا لم يقم بالتصوير بداخلها إذا كان «اطمأن» بالفعل؟.

بدلا من الاطمئنان فقط، أقترح على السيد الوزير أن يقوم بتجربة مختلفة.. «رحلة مفاجآت».. كتلك التي تسّيرها الهيئة يوم شم النسيم سنويا.. أقترح أن يقوم الوزير برحلة داخل أحد هذه القطارات المميزة، للإسكندرية أو إحدى محافظات الصعيد، ويا حبذا لو كان بمفرده، دون حاشية من رجالات الوزارة والهيئة.. وأضمن لكم سيادة الوزير أنها ستكون رحلة مفاجآت بالفعل، بل والأولى من نوعها على أرض الواقع لوزير أو مسئول.

وباعتباري من ركاب القطارات المكيفة والمميزة بشكل يومي، سأطرح لكم سيادة الوزير بعض النصائح لرحلة «مش أونطة»، وهي بالطبع ليست نصائح مجهولة، بل معروفة لكل ركاب القطارات، ولكن أطرحا من باب (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ)..

الذهاب مبكرا قبل موعد القطار له أكثر من فائدة، أولا لأن اللوحة الإلكترونية التي تعلن للركاب عن مواعيد وأماكن الرحلات معطلة منذ أكثر من شهرين، وبالتالي ستضطر آسفا أن تجد «حد ابن حلال» يدلك على مكان القطار، أو كمسري يتعطف ويخبرك برقم الرصيف..

الوصول مبكرا أيضا يضمن لك مكانا بالقطار، والظفر بكرسي، بسبب الحجوزات التي يقوم بها المسافرون لبعضهم البعض، دون رقيب، وحتى تتحاشى الشجارات المعتادة بسبب هذه الحجوزات.

مع الوصول إلى القطار حاول أن تجد مكانا بعيد عن النوافذ، لأن الزجاج غير موجود، وبالتالي من الممكن أن تصيبك حجارة الأطفال المقذوفة من الخارج تجاه القطار خلال رحلته، وكذلك حتى لا تتأذى من الهواء..    

وبالطبع حاول أن تكون جلستك أسفل لمبة مضاءة، ولكن للعلم ستجد صعوبة في ذلك، لأن أغلب القطارات مظلمة.

إذا كان حظك سيئا، سيكون ذلك بسبب أن القطار لسه «واخد دُش»، وبالتالي فالكراسي كلها ستكون مغمورة بالمياه، ومن الصعب الجلوس عليها، إلا إذا سلحّت نفسك بأوراق كرتونية وأكياس بلاستيكية تمنع البلل!.  

لن أحدثك عن الرائحة المنبعثة من حمامات القطار، التي تملأ المكان عبقا، ولكن حاول قدر المستطاع الجلوس بعيدا عن الحمامات.  

سيدي الوزير، أعتقد أن الرحلة بهذا الشكل ستكون فوائدها عديدة، وستكون بحق رحلة مفاجآت، تبين لكم على أرض الواقع الحاجة الماسة لتطوير القطارات، وواقعها المؤلم، ولعلها تكون محركا لتنفيذ التصريحات التي تردد منذ عقود عن التطوير، ويلمس الركاب «مفاجآت» حقيقية. 

المصدر: شباب ونص
shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1127 مشاهدة
نشرت فى 12 إبريل 2015 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,479,074

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟