كتبت : منى حسين
محمد فوزي " اسم لم ولن ينسى "
ولد الفنان محمد فوزى في قرية " كفر أبو جندي "مركز قطور بمحافظة الغربية، وكان يعتبر من اصغر الابناء فى عائلته الكبيرة فهو الابن الواحد والعشرون من أصل خمسة وعشرين ولداً وبنتاً، منهم السيدة " هدى سلطان " .
كان محمد فوزى يعشق الموسيقى والطرب من سن صغيرة حيث بدأت ميوله الفنية مذ كان تلميذاً في مدرسة طنطا الابتدائية، وكان قد تعلم أصول الموسيقى في ذلك الوقت على يدي أحد رجال المطافئ محمد الخربتلي والذى كان من أصدقاء والده وكان يصحبه للغناء في الموالد والأفراح وكان فى ذلك الوقت شديد الاعجاب ب الفنان محمد عبد الوهاب والمطربة العظيمة " أم كلثوم " وصار يغني أغانيهما فى الجدائق، وفي احتفالات المدينة بمولد السيد البدوي وكانت هى البداية .
التحق بمعهد فؤاد الأول الموسيقي في القاهرة ولكن لم يكمل دراسته وذهب ليعمل في ملهى الشقيقتين رتيبة وإنصاف رشدي ولكن بعد فترة قصيرة من عمله لدى الفرقة اعجبت به بديعه مصابنى واغرته للعمل لديه فى الصالة ومن هنا تعرف على العديد من الفنانين منهم " فريد الأطرش، ومحمد عبد المطلب " والذى جمعت بينهم صداقة واطيدة والذى اشترك معهم فى تلحين الكثير من الاستعراضات على المسرح والاعمال السينمائية ايضا ..
بأت قصته مع الغناء فى العشرين من عمره حين تقدم الى امتحان الاذاعة كمطرب ولكنه راسب ونجاح كملحين , ولكنه ظل على حلمه وهو الغناء قام باحياء جميع اعمال سيد درويش لينطلق منها الى ان قامت الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى بالتعاقد معه كممثلاً مغنياً بديلاًعن المطرب إبراهيم حمودة في مسرحية «شهرزاد» لسيد درويش ولكنه فشل فى ادائه فى العرض الاول , الأمر الذي أصابه بالإحباط وجعله يفكر فى عدم معاودة الغناء فى الفترة الحالية ولكنه لم ينتظر طويلا حيث عرضت عليه الممثلة " فاطمة رشدي " العمـل في فرقتها ممثلاً وملحناً ومغنياً ..
ومن خلال عمله فى فرقة فاطمة رشدى لنطلق الى عالم اخر لم يكن يحلم به وهو السينما حين طلب من الفنان " يوسف وهبي " ان يمثل دوراً صغيراً في فيلم "سيف الجلاد " ويغني فيه من ألحانه ايضا ولكن بشرط تغير اسمه الى محمد فوزى بدل من " محمد فوزى حبس عبد العال الحو " فوافق على الفور ومن ثم شاهد الفنان محمد كريم بعد ذلك الفيلم واعجب باداء فوزى و قرر اسناد دور البطولة اليه فى فيلمه الذى كان يحتاج فيه الى وجه جديد وشاركه فيه الفنان سليمان نجيب وهو " أصحاب السعادة " حقق الفيلم نجاحا لم يتوقعه وقرر بعده تأسيس شركته السينمائية التي حملت اسم أفلام محمد فوزي عام1947.
ظل فوزى يخرج من نجاح الى اخر فكانت افلامه المميزة المختلفة ذات الطابع الاستعراضى الغنائى هى سر هذا النجاح الى جانب خفة دمه وطرافته فى اداء ادواره , وخلال ثلاث سنوات استطاع فوزي التربع على عرش السينما الغنائية والاستعراضية طيلة الأربعينيات والخمسينيات فى افلام جعلت منه الفنان الشامل فقد جمعت افلامه " التمثيل ,الغناء والاستعراض " الى جانب التلحين , وكانت من اهم افلام هذه الفترة:
" فاطمة وماريكا وراشيل , الزوجة السابعة , الأنسة ماما , ورد الغرام ,ابن للايجار , دايما معاك , بنات حواء " والذى كان اسماعيل ياسين له النصب الاكبر منها فى مشاركة فوزى " كدور ثانى "
من كواليس فيلم دايما معاك مع الفنانة" فاتن حمامه" والمخرج "هنرى بركات "
جاءت فترة على الفنان محمد فوزى اتجه فيه الى الغناء للاطفال وكانت الفكرة ناجحة بشكل كبير وقدم من خلالها احسن اغانى للاطفال لازلت الى الان هى الافضل منها " ماما زمانها جاية" و" ذهب الليل" .
بلغ رصيد محمد فوزي من الاغنيات 400 أغنية منها حوالي 300 في الأفلام من اشهرها "حبيبي وعينيه" و"شحات الغرام" و"تملي في قلبي" و"وحشونا الحبايب" و"اللي يهواك اهواه" ...
عام 1958م استطاع فوزي تأسيس شركة مصرفون لإنتاج الإسطوانات، وفرغ نفسه لإدارتها، وأنتجت شركته أغاني كبار المطربين في ذلك العصر مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وغيرهما من الفنانين الكبار ..
تزوج فوزى ثلاث مرات الاولى عام 1943 من زوجته السيدة هداية وانجب منها " منير ونبيل وسمير " ثم من الفنانة " مديحة يسرى " عام 1952 وانجب منها بنتا وولد " عمرو _ وفاء " والذان لم يكن لهم نصيب فى الحياة وظلا معا الى عام 1959 ثم انفصلا .
واذا بالزوجة الثالثة التى كانت تعرف ب فاتنة المعادى فى ذلك الوقت الممثلة الجميلة " كريمة " انجب منها اخر ابنائه " ايمان " وظلت معه حتى النهاية فى رحلة مرضه فكانت هى اخر شخص ظل بجانبه قبل رحيله..
ساءت احوال الفنان محمد فوزى حين تم تاميم شركة الاسطوانات عام 1961 الذى قام بتاسيسها وقد حققت نجاحا كبير لانها كانت الاولى من نوعها فى مصر , وتم تعيينه مديراً لها بمرتب 100جنيه الأمر الذي أصابه باكتئاب حاد كان مقدمة رحلة مرضه الطويلة وكان هذا الموقف هو القشة التى قصمت ظهر البعير , فقد احس بانه خسر كل شىء ...
بدات حالته النفسية والجسدية فى الانهيار ومرض بمرض عجز الاطباء عن تشخيصه ووصفه فى مصر والخارج وتم التعرف عليه بعد ذلك على انه " سرطان العظام " لم يعرف الاطباء كيفية علاجه وكان يعتبر هو خامس شخص على مستوى العالم يصيبه هذا المرض وظلت حالته تتحول من سىء الى اسوء الى ان وصل وزنة الي 36 كيلو حتى وافاته المنية عام 1966 مع رحلة مرض دامت 5 سنوات عن عمر يناهز 49 عام ، رحم الله الفنان والمغنى والممثل " محمد فوزى " صاحبة الضجكة الصادقة والتاريخ الفنى الكبير ...
ساحة النقاش