كتب_ رحيم يسري

في الوقت الذي تحتفي بيه منظمات الأمم المتحدة والدول المتقدمة باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، يبدو أن المرأة المصرية لا يزال أمامها مسيرات طويلة من الأشواك من أجل أن يأتي اليوم الذي تحتفي به المرأة المصرية كبقية نساء العالم بيوم لمناهضة العنف ضدها، ففي آخر دراسة نشرتها وكالة رويترز للانباء قالت إم مصر جاءت في المرتب الأخيرة من حيث معاملة المرأة وان مصر تعتبر الأسوأ عربيا في هذا الشأن نظرا لظاهرة التحرش والعنف ضد المرأة الذي اصبحت ظاهرة متفشية في مصر وصلت إلى أن أكثر من 90 بالمائة من نساء المحروسة لا يشعرن بالأمان كما ذكرت الدراسة.

ولا تقف قضية المرأة في مصر عند مجرد الدراسات فقبل بضعة ايام لقت طفلة مصرعها في مدينة بورسعيد بعد أن حاول شابين اغتصابها، ما يزيد هموم المرأة هما فوق همها، وتقول  ياسمين مصطفى (19 سنة): "التحرش أصيح ظاهرة يومية، وكل بنت بتمشي خايفة مهما كانت قوتها  أو معاها حد"، وتتابع الطالبة بجامعة القاهرة: "أنا عن نفسي غيرت طريقة تعاملي مع الناس.. مبحاولش أثق في حد بسرعة"، واضافت: "بحاول "أسترجل" في التعامل مع الناس.. "، وتتابع ياسمين: "لا يمكن ان يكون سبب التحرش لبس البنت أو الكلام الفاضي ده، لبسي لنفسي, انا لو شوفت ولد لابس حاجه مش عجباني مقدرش أقوله حاجه, ولا يمكن أن يكون ايضا السبب أن الشباب عايز يتجوز فهناك أطفال أقل من 14 سنة بشوفهم بعيني بيتحرشو بالبنات؟!" وترى ياسمين أن السبب الرئيسي للتحرش هو : "الشباب.. وعدم وجود رقابة عليهم أو سلطة تردعهم"، فمهما كانت اخلاق البنت ملوش حق انه يلمسها أو يتأمل في كل أجزاء جسمها.. الشاب يبحث عن الطريقة السهلة لاشباع رغبة حيوانية بداخله و الدولة لا تهتم و تزيد من مشاكل الشباب فتعود الجميع على ان الطبيعي هو معاكسة البنت ومضايقتها".

من جانبها تقول منى مصطفى (21 سنة): "في شاب بشوف في عينه نظرة اسوأ من الاغتصاب"، مشيرة إلى أن رد فعل الناس على التحرش سلبي جدا وتتابع: "فعندما  امشي في الشارع واتعرض للمعاكسة نادرا ما اجد من يساعدني وهناك من يساعدني وهو له نفس الغرض و لكن بشكل اخر!!" وأضافت: "كثير منهم لا يهتم بعواقب ما يفعله فعدد من صديقاتي اصبحت حالاتهن النفسية سيئة ويرفضوا النزول بل وصل الأمر أنهم بدأو يكرهوا اجسادهن.. وهناك مناطق بعينها نخشى كفتيات الاقتراب منها مثل وسط البد و التحرير تحديدا الذي أصبح ميدان للتحرش و ليس للثورة ومعظم المظاهرات الكبيرة تحدث بها حالات تحرش بل اغتصاب و رأيناها جميعا  تناولتها وسائل الاعلام و لم يتغير الوضع".

وتضيف: "التحرش ونظرة الناس للمرأة لم تتغير منذ زمن ولكنها تزيد مع سوء الاوضاع وأن التحرش لم يولد بعد الثورة لكن تم تسليط الضوء عليه و بدأ الناس يتحدثو عنه بحرية اكثر الى حد ما" وتابعت: "لا تستطيع البنت وحدها مواجهة ما تتعرض له حتى لو بالسلاح فمهما كانت هي الطرف الاضعف و لن ينصفها احد" وتختتمت منى حديثها متمنية أن يتطور المجتمع ويقدم فكريا وأخلاقيا قائله: "البنت لا تستطيع ان تلبس ما يعجبها بسبب خوفها من شاب يتحرش بها لكن الحقيقة انها مهما لبست فستتعرض لمضايقة تختلف من شخص لآخر وتابعت ساخرة.."بالأمس وأنا ذاهبة للمنزل تعرض لأكثر من 8 حالات معاكسة في أقل من ساعة؟؟! العيب ليس مني ولكن بالتأكيد في نظرة المجتمع المريض!".

 

يأتي هذا في الوقت الذي اقرت فيه الحكومة المصرية قانونا جديدا للتظاهر يبدو أن المرأة المصرية ستكون أول المكتوين بناره حيث أدانت محكمة جنح الاسكندرية بالأمس 14 فتاة وحكمت بحبسهن 11 عاما بتهمة التظاهر بالبلالين!!، وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن قانون التظاهر الذي أقرته الحكومة المصرية "يخالف كافة المعايير الدولية" وقد لا يتوقف العنف الذي يُمارس ضد المرأة على أخلاقيات المجتمع فقط وسلوكياته ولقد طرفا جديدا بدا واضحا أنه سيدخل معادلة العنف ضد النساء بقوة في الايام المقبلة ولكن هذه المرأة ليس عن طريق التحرش ولكن ربما بالقانون. 

shababwenos

شباب ونص - مجلة ثقافية وشبابية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 801 مشاهدة
نشرت فى 28 نوفمبر 2013 بواسطة shababwenos

ساحة النقاش

Shababwenos

shababwenos
بنفكر في اللي بتفكر فيه، وبنقولك اللي محدش مهتم بيه.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,480,268

ما الطريقة السليمة لغسل اليد؟