<!--
<!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman","serif";} --> <!-- [endif]---->
بقلم :ايمان قميحه
تشرب شاي..............!!!!!!!
تشرب شاي جمله هزليه مرادفه للفساد فقد أستخدمها الفنان المخضرم عادل امام في فيلمين أحدهما(ماتيجي نشرب الشاي) وكانت دلاله علي الفساد الأخلاقي ومره أخري(تشرب شاي بالياسمين)وهي تشيرهنا الي كافه أنواع الفساد .
قي أحد الكوميكس المنتشره علي الفيس بوك أستوقفني كوميكس هزلي في معناه لكن من رأي أنه يحمل مشكلات كلنا عانينا منها وكان الكوميكس يتحدث عن خريج بيتقدم لأحدي الوظائف فسأله صاحب العمل عن خبراته فأجابه أنه يجيد عمل الشاي وليس له معارف .
المغزي من حديثي أن الكوميكس رغم أنه هزلي في معناه ألا أنه أشار الي كارثتين وهما تدهور الحاله التعليميه و المحسوبيه .
ووبنظره تحليليه وافعيه نجد أننا في مصر لدينا منظومه متدهوره في التعليم وثقافه كانت تزرع من فتره ما قبل مبارك وأستشرت في زمن مبارك وبالنظر الي الديكتاتوريه التي انتشرت والتي كان أهم أسلحتها تدمير منظومه التعليم وبالتالي انتشار كل أنواع الفساد مغلفه بطبقه من الرقي و التحضر بالأضافه ألي أننا يمكن أن نغلفها بطبقه من القانون لأعطائها صفه من الشرعيه وعدم خضوعها للمسائله القانونيه .
وأذا أراد أي نظام ديكتاتوري السيطره علي من يحكمه فلابد أن يسيطرعلي عقله وفي دولتنا أول خطوات السيطره تبدأ بالمنظومه التعليميه وتساندها المنظومه الأعلاميه فعندنا لاتوجد منظومه محدده للتعليم بل تتغير بتغيرالحكومات ولدينا في تاريخ التعليم المصري أمثله علي ذلك .
فما يحدث بعد التخرج هو نتيجه طبيعيه لتلك المنظومه الفاشله فعند التخرج من الجامعه يفوجئ الخريج بعالم
أخربمتطلبات أخري غيرالتي تعلمها وهو ما يسمي الواقع العملي .
صحيح أن الطالب قد أخذ الجزء العلمي لكن جهل كيفيه التطبيق في الحياه العمليه وهو الجزء الاصيل من العمليه التعليميه وبالتالي عندما يتخرج ويصطدم بالواقع العملي يجد متطلبات أخري تحتاج الي أمكانيات اخري قد لاتتوفر لدي الجميع فالبعض يمكن أن يفي بتلك المتطلبات بوقوف الأهل بجانب أولادهم أذا كانت الاسره ميسوره الحال والبعض الاخر لايستطيع أن يفي بتلك المتطلبات لأن يوجد بعض الأسر التي لاتستطيع المساعده الماديه بعد التخرج لأن بعض هؤلاء كان ينتظر أن يتخرج أولادهم لأنهم لايستطيعون تحمل أي اعباء ماديه اخري.
وفي ذلك الحين بيدأ الخريج في البحث عن عمل في مجاله فيجد حالتين الأولي أنه لايجد فرصه عمل لأنه ليس لديه خبره أو مؤهلات عمليه بالاضافه الي أن كثيرمن الوطائف المحترمه تحتاج الي أن يكون خريجي الجامعات أو المدارس التي تكون بأحدي اللغات الأجنبيه .
والحاله الثانيه يمكن أن يقبل بشرط وجود المحسوبيه بغض التظرعن وجود الخبره والكفاءه أوغيرها مع العلم أنه في نفس الوقت قد يكون هناك من هو أفضل ولديه الخبره ولكن المحسوبيه هنا تكون العصاه السحريه التي تفتح الأبواب المغلقه.
الحالتين السابقتين هما يدلان علي كارثه حقيقيه قالأولي تدل علي قصور المنظومه التعليميه والثانيه تدل علي الفساد الأخلاقي والأداراي .
فتدهور المنظومه التعليميه نتيجه لعوامل متشابكه لايمكن الفصل بينها أو أتهام أحداها دون الأخري فكلهاعوامل تتغذي علي بعضها وفشل تلك المنظومه أدي الي تدهور كمي وكيفي ظهر منها علي سبيل المثال لا الحصر في منظومه العمل .
ففي منظومه العمل نجد كل ماهو أجنبي هو الأفضل بل وجعل اللغه الأجنيبه هي الأولي في العمل حتي لولم تستخدم بالأضافه الي المؤهلات الأخري التي أصبحت مرتبطه بالعصر وهي من البديهي أن يتم تدريسها كمنهج مستقل في كل المراحل التعليميه وبشكل متخصص بمجال الدراسه أثناء الدراسه بالجامعات أي أنه وظيفه الجامعه أن لاتجعلها عبئ علي الطالب بعد التخرج بل لابد من أن يتم تدريسها والتطبيق العملي لها خلال الدراسه بالأضافه الي الدورات التدريبيه الصيفيه التي يتم الاتفاق مع الجهات المعنيه بها ويشترط أن تضاف الي حيثيات التخرج ليلتزم بها كل طالب وهكذا تكون المؤسسه التعليميه قد قامت بما عليها ووفرت علي الخريج نصف الطريق.
نأتي للجزء الأخر المتعلق بالشاي بالياسمين والمقصود بها هنا الفساد في الرشاوي والمحسوبيات عندما قامت ثوره 25 ينايركان الفساد الأداري قد أستشري في مصروخاصه نظام المحسوبيه فكان لايتم التعيين في الأماكن المرموقه ألا لأولاد المسئولين الكبار وبعد ثوره 25 يناير وجدنا مجموعه من الشباب وصفحات علي الفيس بوك تدعو للقضاء علي المحسوبيه والرشاوي وغيرها من مظاهر الفساد.
لكن الواقع أثبت أنها لم تنتهي وأنها أصبحت متأصله لدي المؤسسات وأصحاب الشركات حتي أن توفرت الخبرات .
و قد زاد الوضع الي الأسوء بعد الثوره الاولي والتدهور الأمني والأقتصادي حيث أدي ذلك الي كارثه البطاله الممنهجه حيث تدهورجميع القطاعات أدي الي تسريح كثيرمن العماله ذات الكفاءات بالاضافه طبعا الي البطاله الطبيعيه الموجوده في صفوف الخريجين فأصبح العمل مثل العمله الصعبه من الصعب الحصول عليها وبطريقه مشروعه حتي أن وفرت لديك الخبرات الكافيه .
المحسوبيه فساد أخلاقي قد لا يدركه أصحاب العمل في أختياراتهم لمن يعملون لديهم ويكون الأختيار فقد علي أساس المعرفه الشخصيه لاحد أقارب المتقدمين في تلك الوظيفه فهولايعلم انه يهدرحقوق ومواهب شخص أخر هو أحق بتلك الوظيفه من غيره................ بالأضافه انه يشارك في هروب تلك الخبرات أو الكفاءا ت الي الخارج أن وجدت الفرصه لذلك .
فبأمعان النظر في مقوله الفرق بينا وبين الغرب أنهم يعرفون كيف يجعلون من الفاشل ناجح ونحن نجعل الناجح فاشل فالتصرفات من أصحاب العمل كفيله بأهدار أي أبداعات أوكفاءات ولنا في ذلك أمثله كثيره هربت من مصر الي خارجها وأبدعت وكتبت اسمها في التاريخ .
في نهايه حديثي نحن نحتاج الي شئ من الضمير في منظومه تعليمنا وجزء من الضمير عند الأعلان عن الوظائف وأعلان نتائجها فلا يصح أن أعلن عن وظيفه وانا قمت بأختيار موظفيها مسبقا بناءا علي المحسوبيه ولا يعقل أن أضع شروط الألتحاق بوظيفه معينه وأنا أعلم أن الطبقه العريضه من خريجي الجامعات هي من الجامعات الحكوميه التي لاتتوفر لديها الأمكانات التي تطلبها منظومه العمل الحاليه .
واخيرا هل يمكن نتوقف عن شرب الشاي بالياسمين أم أننا سوف نري نكهات أخري من الشاي ؟!!.
ساحة النقاش