زرت متحف الثورة؟

في جانب من "صينية" ميدان التحرير الشهيرة التي تتوسطه، أقام مجموعة من الثوار خيمة أطلقوا عليها "متحف الثورة"، هدفها توثيق أحداث 22 شهرا منذ بداية انطلاق الثورة وحتى اليوم.

على جدران الخيمة، التي صنعت من البلاستيك، تتزاحم أعمال فنية وإبداعية لتشكل ما يشبه جدارا تشكيليا، أبدعته أيدي شباب الثورة وفنانيها، حيث تنوعت أعمالهم بين رسوم الكاريكاتير، وصور الشهداء، والرسومات التعبيرية، وكتابات تحمل روحا ثورية، إلى جانب قصائد الشعر التي أبدعها شباب الميدان، بالإضافة إلى رسوم "الجرافيتي" التي جسدت صور الشهداء الذين سقطوا في الميدان، كما تشتعل عشرات الشموع أمام الخيمة في الليل، لتضفي لمسة إبداعية على ما يحتويه المتحف.

الزائر يمكنه المشاركة

يقول سمير الششتاوي، أحد منظمي المتحف: "فكرة المتحف هي تكرار لمجهود قمنا به خلال أيام الثورة الـ18، ولكن الأعمال الفنية هذه المرة تعد توثيقا لكافة الأحداث التي مرت بها الثورة حتى اليوم".

ويتابع: "تحمس فنانون لإقامة هذا المتحف وقد بدأنا في تنفيذه مع انطلاق مليونية للثورة شعب يحميها، وما هي إلا ساعات قليلة من التعاون بين الثوار، حتى كان المتحف يزخر بمقتنياته من الأعمال الفنية".

وقال محمد حسن، أحد شباب الثورة، إن بعض الشباب شارك في جمع الأعمال الفنية للمتحف، فمنهم من قام بجمع قصاصات الصحف التي تحمل أبرز ما كتب عن الانتهاكات بحق الثورة، أو جمع رسومات كاريكاتيرية ونكات ومقولات منقولة عن المتظاهرين وقاموا بتعليقها على حائط خيمة المتحف.

ويشير إلى أن هذه الأعمال وجدت ترحيبا من زوار الميدان مع توقفهم أمامها طويلا، مبيناً أن أي زائر للميدان يمكنه المشاركة في المتحف بكتابة ما يعبر به عن نفسه، سواء بالكلمات الثورية أو الشعر أو الرسم ثم بتعليقها على جدران الخيمة.

مواهب وأفلام

وقال أحد رسامي الكاريكاتير، الذي كان يقوم برسم لوحات داخل خيمة المتحف: "الحشود الكبيرة التي في الميدان وهتافاتها الثورية حمّستني لكي أتفاعل معها بالرسم الحي المباشر، فأسهل طريقة في رأيي للتعبير عما يحيط بك هي الرسم الكاريكاتيري، وهناك كثير من الأفكار أمدني بها المشاركون بالمظاهرات، وهو ما جعل زوار الميدان يثنون عليها لأنها تحمل روح اللحظة".

ويضيف: "الميدان يضم مواهب فنية عديدة تتأثر بالأحداث، ومع اختلاف مستويات إدراكهم لها، تتنوع أعمالهم لتشمل أفكارا إبداعية متنوعة".

ويشهد المتحف في ليالي الاعتصام الحالي عروض أفلام وثائقية، أعدها مجموعة من الفنانين والمخرجين من شباب الثورة الذين لا ينتمون لأي تيارات أو ائتلافات سياسية، حيث تعرض ما تعرضت له الثورة من انتهاكات بحقها، والسطو عليها من جانب أفراد وجماعات سياسية، على حد قول منظمي المتحف.

*اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية.