القاهرة: محمد عجم*
لا يكف مسلسل الحرائق عن ملاحقة المصريين وتعكير مزاجهم، حتى في أيام احتفالهم بعيد الأضحى، حيث تحول إيقاع هذا الفرح إلى مأساة تبدت فصولها بقوة على إثر اندلاع حرائق في عدد من القرى والمدن المصرية، مما ذكرهم بمسلسل الحرائق المتتالية إبان شهر إبريل (نيسان) الماضي.
فمع صباح أمس، الأحد، اندلع حريق مروع في سوق ليبيا بمدينة مرسى مطروح الساحلية، والتي تعد من أكبر الأسواق التجارية بالمدينة، وأتت النيران على 90 بالمائة من محتويات السوق، حيث لم تفلح محاولة قوات الحماية المدنية في السيطرة على النيران إلا بعد مرور ساعات طويلة، بسبب وجود مواد قابلة للاشتعال داخل السوق من برفانات وعطور بالإضافة إلى الملابس.
ومنع نشوب الحريق زوار المحافظة الذين قصدوها لقضاء عطلة العيد من التنزه في السوق التجارية الأولى بالمدينة ثالث أيام العيد، ويعد السوق من أشهر المعالم التجارية بالمدينة حيث يجتذب مئات الزوار للتسوق منه، وذلك بعد أن غطت صافرات سيارات الإسعاف وعربات المطافئ التابعة للحماية المدنية على مظاهر الاحتفال بالعيد.
ولم يكن الأمر مختلفا في إحدى القرى بمحافظة الغربية في ثاني أيام العيد، بعد أن اندلع حريق هائل في أحد مصانع إنتاج الكتان بها، بعد انقطاع سلك الضغط العالي بالمصنع مما أحدث انفجارا قويا، نتج عنه اشتعال النيران بالمصنع وتجمع أهالي القرية للسيطرة على الحريق خوفا من امتداده لمساكنهم المجاورة لمكان المصنع، تاركين تناول اللحوم ومظاهر الاحتفال بالعيد.
وكان أول أيام العيد قد أبى أيضا أن يمر بسلام، بعد أن شب حريق كبير بمحطة للكهرباء في جنوب القاهرة نتيجة تسريب الهيدروجين منها، مما أدى إلى توقفها عن الإنتاج والتسبب في خسائر فادحة، إلى جانب فزع المواطنين، حيث نشب الحريق في ساعة مبكرة تزامنا مع أدائهم صلاة عيد الأضحى المبارك، الأمر الذي دعا جهات التحقيق لاستدعاء أفراد الأمن الذين كانوا متواجدين وقت وقوع الحادث لسماع أقوالهم حول الواقعة وملابسات اشتعال الحريق.
ــــــــــــــــــــــ
* نقلا عن صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية.
ساحة النقاش