كتبت: دينا صلاح الدين
"اكتشفت أن والدي يشاهد أفلاما إباحية أو كما تسمى (ثقافية)، ليس مجرد مشهد عابر، بل وصل الحال به لمرحلة الإدمان لهذا النوع من الأفلام.. منذ اكتشافي ذلك الأمر وأنا أعاني بشدة، لا أعرف كيف أتصرف وماذا عليّ أن أفعل؟، هل أصارحه بما عرفت أم أتجاهل الأمر تماما؟ كيف أعتبره مثلي الأعلى وقدوتي في الحياة بعد ذلك؟!".
قد يقع بعضنا في مثل هذه الحيرة، ولا يستطيع البوح بها، فماذا تفعل لو كنت مكان صاحب هذه المشكلة؟
تقدم لنا المستشارة الإجتماعية "أميرة بدران" خطوات عملية للتعامل مع هذا الموقف:
1- لا يفضل أن تصارح والدك بمعرفتك لما يفعل وهذا لسببين؛ أولهما أن العلاقة بينكما قد تسوء فأنت لا تضمن رد فعل والدك، فقد يكون موقفه "الهجوم خير وسيلة للدفاع عن النفس"، أما السبب الآخر أن الشعور بالذنب وتأنيب الضمير يزداد لدى الشخص المخطئ في حالة استمراره في فعل هذا الخطأ سرا دون علم الآخرين به.
2- تذكر دائما أنك الابن ولست حاكما، فليس من حقك أن تحاكمه على تصرفاته.
3- انظر لوالدك كزوج وكرجل، ولا تنظر إليه كأب فقط، هذا سيقلل شعورك بالصدمة من هذا الموقف.
4- لكي تنجح في تخطي هذه المشكلة عليك أن تعدل فكرتك عن والدك، فليس لأنه والدك فهو بالضرورة ملاك لا يخطئ أبدا، فالأب في النهاية بشر معرض للخطأ.
5- حاول التقرب من والدك بشكل أكبر، حاول أن تجذبه لاهتمامات مشتركة بينكما.
6- حاول التقريب بين الأم والأب وتحسين علاقتهما، فعليك مثلا أن ترسل لوالدتك إشارات غير مباشرة بأن تهتم بوالدك بشكل أكبر، مع التأكيد على عدم إبلاغها بسلوك الأب.
7- حاول تقوية الجانب الإيماني لدى والدك، كأن تدعوه لدرس ديني، أو الذهاب للصلاة، وبالتعود على هذا الأمر سيبتعد الأب تدريجيا عن مشاهدة هذه الأفلام.
8- إذا استمر الأب في مشاهدة هذه الأفلام فيمكنك في هذه الحالة أن تستغل أي تجمع للأسرة وتوجه حديثك للأب قائلا: "بابا أنا وجدت بعض الأفلام السيئة على الكمبيوتر ولا أعرف من أين أتت، فقمت بمسحها خوفا أن يراها أحد من أخوتي فتؤذي مشاعرهم"، سيشعر وقتها أنه معرض أن يُكشف أمام الجميع وتتأثر صورته سلبيا أمام عائلته.
حوار بالمنطق
أما إذا حدث واضطررت لفتح حوار مع والدك بشأن هذا الموضوع فعليك مراعاة بعض النقاط أثناء حوارك معه:
1- عليك أولا باختيار الوقت المناسب للنقاش مع والدك، وعليك التأكد من أن حالته المزاجية جيدة.
2- بعد اختيار الوقت المناسب، عليك التأكد من أن هدفك من الحوار هو حرصك على والدك وليس معاقبته على ما فعل.
3- ابدأ حديثك معه بعبارة ك "أبي أنا أحبك جدا، ولدي مشكلة تؤرقني كثيرا وأريد مساعدتك"، بهذه العبارة تكون قد جذبت إنتباه والدك للحديث وأكدت على نيتك وهدفك من الحوار.
4- اشرح له كيف أن مشاهدته لهذه الأفلام يؤثر عليك وعلى الصورة الجميلة التي ترسمها له في ذهنك.
5- لا تركز في حديثك فقط على الجانب الإيماني وعلى حرمة هذا الفعل، بل اجعل حديثك يعتمد علي المنطق بشكل كبير، كأن تعطيه كتابا عن أضرار وعواقب مشاهدة هذه الأفلام ليس فقط من الناحية الدينية بل أيضا من الناحية النفسية والجسدية.
6- اجعل حبك له هو من يوازن تدفق الحوار بينكما، واعلم أنك لا تستطيع إجباره على فعل شيء أو منعه من فعل شيء آخر، بل كل ما يمكنك فعله هو أن تشرح له كيف تؤثر عليك هذه السلوكيات وكم تتمنى أن يغيرها.
ساحة النقاش