كتب- محمود محسن:
مصاريف.. مصاريف.. الشبكة.. مصاريف الخطوبة.. الفرح.. الشقة.. الفرش والعفش والنجف..
رحلة طويلة من النفقات التي لا نهاية لها تعجز أي رغبة للشباب للبدء في مشوار الزواج، وتنهي أحلام أي فتاة ترغب في ارتداء فستان الفرح..
لكن في عدد من قرى ونجوع مصر تتغلب العادات والتقاليد على التكاليف والأسعار، لتساعد على بناء عش الزوجية تغلب عليه مكونات الحب والتفاهم على هموم ومشكلات غلاء الأسعار.
ففي محافظة قنا وبقرية "الحميدات شرق" يحكي أحد شبابها مصطفى نوبي (21 عاما)، قصصا تبدو خيالية بالنسبة لشباب القاهرة والمحافظات المصرية التي تغلو فيها أسعار الزواج..
مش لازم شقة
يقول مصطفى: "لا يوجد لدينا مشكلة في الزواج على الإطلاق، فبإمكانك الزواج بأقل الإمكانيات.. فليس لدينا دفع المهر والشبكة وغيرها من عادات ترفع تكاليف الزواج، وبإمكان الزوج والزوجة في بداية مشوارهما السكن عند أحد أسرتيهما فلا تشترط أسرة العروسة أن يكون هناك شقة".
ويتابع: "معظم الفتيات لدينا في قريتنا ونظرا لسهولة وعدم غلاء تكاليف الزواج تتزوج في سن صغيرة، ولا نعاني من مشاكل العنوسة أو المعاكسات أو التحرش، والسبب أن قريتنا صغيرة والكل يعرف بعضه البعض، وتقريبا كل أفرادها أقارب بطريق الدم أو النسب، وثانيا لأن الكثير من الشباب يتزوج حتى قبل أن يكمل مراحل تعليمه لأن كثير من العائلات لا تشترط أيضا أن يكون الشاب يعمل عند بداية الزواج، ولكنه غالبا يبدأ في العمل بعد الزواج حيث يفرض عليه الارتباط تحمل المسئولية وليس العكس".
ويتابع مصطفى، الذي يعمل مدرسا بأحد المدارس الخاصة بالقاهرة: "الزواج لدينا لا يعتبر مشكلة، ولكن بفضل عدم غلاء تكاليفه بالمقارنة بعدد من مناطق مصر الأخرى فإنه يعتبر حل لكثير من المشكلات، فبجانب تقوية العلاقات بين العائلات، يستغل الزواج في الصلح بين من توجد بينهم خلافات".
ساحة النقاش